اُختها إلاّ ريثَ أن تسكن نفرتها ، تسرّون حسواً في ارتغاء ، ونصبر منكم على مثل حزّ المدى وأنتم اللائي ـ وفي نسخة : ثمّ أنتم الآن ـ تزعمون أنّ لا إرث لنا (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ)(١) وَيْها معشرَ المهاجرة أؤبتز إرث أبي ، أفي الكتاب أن ترث أباك يابن أبي قحافة ولا أرث أبي؟ لقد جئت شيئاً فريّاً ، فدونكها مخطومةً مرحولةً تلقاك يوم حشرك ونشرك ، فنعم الحَكَم اللّه ، والزعيم محمّد صلىاللهعليهوآله ، والموعد القيامة ، وعند الساعة يخسر المبطلون» .
وفي رواية زينب عنها : أنّها قالت أيضاً في أثناء كلامها : «أفَعلى عمد تركتم كتاب اللّه ونبذتموه وراء ظهوركم؟ إذ يقول اللّه : (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ)(٢) ، وقال فيما اقتصّ من خبر يحيى بن زكريّا : ربّ (فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ)(٣) ، وقال : (وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ)(٤) ، وقال : (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ)(٥) ، وقال : (إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ)(٦) .
وزعمتم أن لا حظوة ولا إرث لي من أبي ولا رحم بيننا ، أفخصّكم اللّه بآية أخرج نبيّه منها؟ أم تقولون أهل ملّتين لا يتوارثون؟ أولست أنا وأبي من أهل ملّة واحدة؟ أم لعلّكم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من
____________________
(١) سورة المائدة ٥ : ٥٠ .
(٢) سورة النمل ٢٧ : ١٦ .
(٣) سورة مريم ١٩ : ٥ ـ ٦ .
(٤) سورة الأنفال ٨ : ٧٥ .
(٥) سورة النساء ٤ : ١١ .
(٦) سورة البقرة ٢ : ١٨٠ .