أبي طاهر بإسناد له عن عطيّة العوفي ، ومنهم : الجوهري في كتاب السقيفة على ما رواه عنه ابن أبي الحديد ، وغيره ، بعدّة طرق ، منها : عن عطيّة ، ومنها : عن سويد بن غفلة ، ومنها : عن زينب بنت عليّ عليهالسلام ، ومنها : عن ابن عبّاس ، قالوا : لمّا مرضت فاطمة عليهاالسلام المرضةَ التي تُوفّيت فيها دخلن النساء عليها ، فقلن : كيف أصبحتِ من علّتكِ يابنت رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ؟ ، قالت : «أصبحتُ واللّه عائفةً لدنياكم ، قاليةً لرجالكم ، لفظتهم بعد أن عجمتهم ، وشَنِئتهم بعد أن سبرتُهم ، فقبحاً لفلول الحدّ(١) وخور القناة ، وخَطَل الرأي ، وبئسما قدّمَتْ لهم أنفسهم أن سخط اللّه عليهم ، وفي العذاب هم خالدون ، لا جرم واللّه لقد قلّدتهم ربقتها ، وشنّت عليهم غارتها(٢) فجدعاً وعقراً وبُعْداً للقوم الظالمين ، ويحهم أنّى زحزحوها عن أبي الحسن عليهالسلام ، ما نقموا واللّه منه إلاّ نكير سيفه ، وشدّة وطأته ، ونكال وقعته ، وتنمّره في ذات اللّه (وتااللّه لو تكافّوا عن زمام نبذه إليه رسول اللّه صلىاللهعليهوآله لسار بهم سيراً سجحاً ، لا يكلّم حشاشته ، ولا يكلّ سائره ، ولا يملّ راكبه ، ولأوردهم منهلاً صافياً رويّاً ، ولأصدرهم بطاناً ونصح لهم سرّاً وإعلاناً»)(٣) ـ إلى أن قالت عليهاالسلام ـ : «فما بالهم بأيّ سندٍ استندوا ، أم بأيّة عروةٍ تمسّكوا ، وعلى أيّ عمادٍ اعتمدوا ، وعلى أيّ ذرّيّةٍ أقدموا! لبئس المولى ولبئس العشير ، وبئس للظالمين بدلاً! استبدلوا واللّه الذنابي بالقوادم ، والعجز بالكاهل ، فرغماً لمعاطس قومٍ يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً ، ألا إنّهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ـ إلى أن قالت عليهاالسلام ـ : «ثمّ طيّبوا عن دنياكم
____________________
(١) في «م» زيادة : «واللّعب بعد الجدّ» .
(٢) في «ل» و«س» : «عارها» .
(٣) ما بين القوسين لم يرد في «م» .