جزع عند الموت لأقررت بها عينَك(١) ، ولعلّه ـ على تقدير صحّة الخبر ـ إنّما كلّفه النبيّ صلىاللهعليهوآله إظهار الإسلام مع علمه بتحقّقه ، ليعلم القوم أنّه مسلم ، ولعلّ امتناعه من ذلك كان خوفاً من أن يعيش بعد ذلك فلا يمكنه نصره وإعانته ، فلمّا آيس من ذلك أظهر الإيمان .
ولهذا ورد أيضاً عن العبّاس أنّه قال لرسول اللّه صلىاللهعليهوآله : ما ترجو لأبي طالب رضىاللهعنه ؟ فقال : «كلّ خير أرجو من ربّي عزّ وجلّ» ، رواه جمع من المخالف والمؤالف(٢) .
وقد روى عامر بن واثلة أيضاً قال : قال عليّ عليهالسلام : «إنّ أبي حين حضره الموت شهده رسول اللّه صلىاللهعليهوآله فأخبرني فيه بشيء أحبّ إلَيَّ من الدنيا وما فيها»(٣).
وعن الصادق عليهالسلام قال : «ما مات أبو طالب رضىاللهعنه حتّى أعطى رسول اللّه صلىاللهعليهوآله من نفسه الرضى»(٤) .
وقد روى جماعة من الفريقين منهم : من روى عن الصادق [ عليهالسلام ] ، ومنهم : من روى عن العبّاس عمّ النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ومنهم : من روى عن غيرهما : أنّ أبا طالب رضىاللهعنه أسلم بحساب الجمل(٥) .
____________________
(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٤ : ٦٦ ، بحار الأنوار ٣٥ : ١٥٥ .
(٢) إيمان أبي طالب للسيّد فخّار : ٩٠ ـ ٩٤ ، كنز الفوائد للكراجكي ١ : ١٨٣ ، بحار الأنوار ٣٥ : ١٠٩ و١٥١ ، الدرجات الرفيعة : ٤٨ ـ ٤٩ ، الطبقات لابن سعد ١ : ١٢٤ ، تاريخ مدينة دمشق ٦٦ : ٣٣٦ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٤ : ٦٨ .
(٣) إيمان أبي طالب للسيّد فخّار : ١٣٤ ، بحار الأنوار ٣٥ : ١١٣ / ٤٩ .
(٤) إيمان أبي طالب للسيّد فخّار : ١٣٠ ـ ١٣١ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٤ : ٧١ ، بحار الأنوار ٣٥ : ١١٣ / ٤٧ ، الدرجات الرفيعة : ٤٩ .
(٥) الكافي ١ : ٣٧٤ / ٣٢ و٣٣ (باب : مولد النبيّ صلىاللهعليهوآله ووفاته) ، معاني الأخبار :