أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ)(١) ، وأنزل فينا : (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ)(٢) فبكى الشافعيّ وآمن به ، وحمد اللّه على انتقاله من التقليد إلى اليقين ، وكان معنا رجل مالكيّ فآمن أيضاً .
وأقمنا في تلك المدينة سنة كاملة ، وتحقّق عندنا أنّ ملك تلك مسيرة شهرين برّاً وبحراً ، وأنّ بعدها مدينة اسمها الرائقة ، وسلطانها القاسم بن صاحب الأمر ، وبعدها مدينة اسمها طلوم ، وسلطانها عبد الرحمان بن صاحب الأمر ، وبعدها مدينة اسمها حاطب ، وسلطانها هاشم بن صاحب الأمر ، وهي أعظم المدن مسيرة ملكها أربعة أشهر ، فأقمنا سنة نتوقّع ورود صاحب الأمر إليها فلم يتّفق لنا (فخرجنا منه ، وأمّا الشافعيّ . . . انتظروا قدومه)(٣) قال كمال الدين : فلمّا سمعه الوزير شدّد علينا في كتمان ذلك(٤) .
وروى الحافظ أبو نعيم ، وأبو العلاء الهمدانيّ بإسنادهما عن ابن عمر ، قال : قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : «يخرج المهديّ من قرية يقال لها كرعة ، على رأسه غمامة فيها منادٍ ينادي : هذا المهديّ خليفة اللّه ، فاتّبعوه»(٥) .
وقد روى جمع عن محمّد بن أحمد ، قال : كان والدي يسأل كلَّ وقتٍ عن كرعة ولا ندري أين هي ، فجاءنا شيخ تاجر ذو مال وخدم ، فسألناه عنها ، فقال : من أين تعرفوها؟
فقال والدي : قد سمعتُ في الكتب حديثها وشأنها ، فقال : كان
____________________
(١) سورة يس ٣٦ : ١٢ .
(٢) سورة آل عمران ٣ : ٣٤ .
(٣) ما بين القوسين لم يرد في «م» .
(٤) نقله عنه البياضيّ في الصراط المستقيم ٢ : ٢٦٤ .
(٥) الأربعون حديثا : ٥٨ و٧٠ ملخصاً . نقله عنهما البياضيّ في الصراط المستقيم ٢ : ٢٥٩ و٢٦١ ، وعنهما الكنجيّ في كفاية الطالب : ٥١٠ ـ ٥١١ ، وفي البيان في أخبار صاحب الزمان : ١٣١ ـ ١٣٢ ، وفيهما عن عبد اللّه بن عمرو .