ومنها : ما رووه عن الأصبغ بن نباتة قال : أتيت أمير المؤمنين عليهالسلام فوجدته متفكّراً ينكت في الأرض ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، ما لي أراك متفكّراً تنكت في الأرض ، أرغبةً منك فيها ؟
فقال : «لا واللّه ، ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوماً قطّ ، ولكنّي فكّرت في مولود يكون من ظَهر الحادي عشر من وُلدي هو المهديّ الذي يملأ الأرض عدلاً ، تكون له غيبةٌ وحيرةٌ ، يضلّ فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون»(١) الخبر .
وفي رواياتٍ : أنّ عليّاً عليهالسلام قال في خطبة له على منبر الكوفة : «اللّهمّ إنّه لا بدّ لك من حجج في أرضك ، حجّة بعد حجّة على خلقك ، يهدونهم إلى دينك ويعلّمونهم علمك ، لئلاّ يضلّ أتباع أوليائك بعد إذ هديتهم ، إمّا ظاهر غير مطاع أو مكتتم مترقّب ، إن غاب عن الناس شخصه في حال هدنتهم(٢) ، فلم يغب عنهم قديم مبثوث(٣) علمه ، وآدابه في قلوب المؤمنين مثبتة ، فهم بها عاملون»(٤) .
وفي رواية أُخرى عنه عليهالسلام أنّه قال : «إنّ للقائم منّا غيبةً أمدها طويل كأنّي بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته ، يطلبون المرعى فلا يجدونه ، ألا فمن ثبت منهم على دينه ولم يغش قلبه لطول غيبة إمامه ، فهو معي في
____________________
(١) الكافي ١ : ٢٧٣ / ٧ (باب في الغيبة) ، كفاية الأثر : ٢١٩ ـ ٢٢٠ ، الاختصاص : ٢٠٩ ، كمال الدين : ٢٨٨ / ١ ، الغيبة للنعمانيّ : ٦٠ / ٤ ، إعلام الورى ٢ : ٢٢٨ ، بحار الأنوار ٥١ : ١١٧ / ١٨ ، بتفاوت فيها .
(٢) في «م» و«ن» وكمال الدين : «هدايتهم» بدل «هدنتهم» .
(٣) في نسخة بدل من «س» و«ل» : مثبوت ، ونحوه في كمال الدين للصدوق .
(٤) كمال الدين : ٣٠٢ / ١١ ، الغيبة للنعمانيّ : ١٣٦ / ٢ ، بحار الأنوار ٢٣ : ٤٩ / ٩٤ ، بتفاوت فيها .