وإليه تجتمع عصابة الحقّ ، وهو الذي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً»(١) .
ومنها : ما رووه عن عبد العظيم الحسنيّ رضىاللهعنه قال : دخلت على سيّدي محمّد بن عليّ الرضا عليهماالسلام وأنا أُريد أن أسأله عن القائم منّا ، أهو المهدي أم غيره؟ فابتدأني فقال لي : «يا أبا القاسم ، إنّ القائم منّا هو المهديّ الذي يجب أن يُنتظر في غيبته ، ويطاع في ظهوره ، وهو الثالث من ولدي»(٢) الخبر .
وعن عبد العظيم أيضاً قال : قلت لمحمّد بن عليّ الرضا عليهماالسلام : إنّي لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمّد صلىاللهعليهوآله الذي يملأ الأرض عدلاً ، فقال : «يا أبا القاسم ، ما منّا إلاّ وهو قائمٌ بأمر اللّه وهادٍ إلى دين اللّه ، ولكنّ القائم الذي يطهّر اللّه به الأرض من أهل الكفر والجحود ، ويملأها قسطاً وعدلاً هو الذي تخفى على الناس ولادته ، ويغيب عنهم شخصه ، ويحرم عليهم تسميته ، وهو سميّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله وكنيّه ، وهو الذي تُطوى له الأرض ، ويذلّ له كلّ صعب ، ويجتمع إليه أصحابه عدّة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً من أقاصي الأرض ، وذلك قول اللّه تعالى : (أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا)(٣)»(٤) الآية .
وعن صقر بن أبي دلف قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : «إنّ الإمام
____________________
(١) كمال الدين : ٣٨٢ / ٩ ، معاني الأخبار : ١٢٣ / ١ ، الخصال : ٣٩٤ / ١٠٢ ، كفاية الأثر : ٢٨٩ ـ ٢٩١ ، إعلام الورى ٢ : ٢٤٥ ـ ٢٤٦ ، بحار الأنوار ٥٠ : ١٩٤ / ٦ .
(٢) كمال الدين : ٣٧٧ / ١ ، كفاية الأثر : ٢٨٠ ـ ٢٨١ ، إعلام الورى ٢ : ٢٤٣ ، بحار الأنوار ٥١ : ١٥٦ / ١ .
(٣) سورة البقرة ٢ : ١٤٨ .
(٤) كمال الدين : ٣٧٧ / ٢ ، كفاية الأثر : ٢٨١ ـ ٢٨٢ ، إعلام الورى ٢ : ٢٤٢ ، بحار الأنوار ٥١ : ١٥٧ / ٤ .