أقول: أحوال الرضا عليهالسلام أشهر عند كافّة أهل الإسلام من أن يخفى على أحد ، ومع هذا قد مرّ بعض آثار إمامته وعلومه ومعجزاته وأمثال ذلك ، ويأتي بعض آخَر أيضاً ، فالاقتصار هاهنا على ذكر نبذ من نصوص إمامته أولى .
روى جمع ، منهم : ابن محبوب ، وأحمد بن محمّد الأشعري ، ومحمّد بن عليّ بن الحسين ، عن نُعيم الصحّاف ، قال : كنتُ أنا وهشام بن الحكم وعليّ بن يقطين ببغداد ، فقال عليّ بن يقطين : كنتُ عند العبد الصالح عليهالسلام ، فدخل عليه ابنه عليّ عليهالسلام ، فقال : «يابن يقطين ، هذا عليّ سيّد ولدي ، أما أنّه قد نَحَلْتُه كنيتي» فضرب هشام براحته جَبهته ، ثمّ قال : ويحك ! كيف قلت ؟ فقال عليّ : سمعت واللّه ، منه كما قلتُ ، فقال هشام : أُخبرك أنّ الأمر فيه من بعده(١) .
وروى جمع ، منهم : محمّد بن سنان ، وإسماعيل بن عبّاد(٢) ، ويحيى ابن عمرو ، عن داود الرقّي ، قال : قلت لأبي إبراهيم عليهالسلام : جعلت فداك ! إنّي قد كَبُرَ سنّي فَخُذ بيدي من النار ، فأشار إلى ابنه أبي الحسن عليهالسلام ، فقال : «هذا صاحبكم من بعدي»(٣) .
____________________
(١) الكافي ١ : ٢٤٨ / ١ (باب الإشارة والنصّ على أبي الحسن الرضا عليهالسلام ) ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢١ / ٣ ، الإرشاد للمفيد ٢ : ٢٤٩ ، الغيبة للطوسي : ٣٥ / ١١ ، كشف الغُمّة ٢ : ٢٧٠ ، إعلام الورى ٢ : ٤٣ ، بحار الأنوار ٤٩ : ١٣ .
(٢) هو إسماعيل بن عبّاد القصريّ عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الرضا عليهالسلام .
انظر : رجال الطوسيّ : ٣٥٢ / ٥٢٠٧ ، تنقيح المقال ١ : ١٣٦ / ٨٣١ .
(٣) الكافي ١ : ٢٤٩ / ٣ (باب الإشارة والنصّ على أبي الحسن الرضا عليهالسلام ) ، الإرشاد للمفيد ٢ : ٢٤٨ ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢٣ / ٧ ، الغيبة للطوسيّ : ٣٤ / ٩ ، إعلام الورى ٢ : ٤٤ ، كشف الغمّة ٢ : ٢٧٠ ، الفصول المهمّة لابن الصبّاغ : ٢٤٣ ، بحار الأنوار ٤٩ : ٢٣ / ٣٤ .