وروى محمّد بن أبي عُمير ، عن محمّد بن إسحاق بن عمّار ، قال : قلت لأبي الحسن الأوّل عليهالسلام : ألا تَدلُّني إلى من آخذ عنه ديني ؟ فقال : «هذا عليّ ابني ، إنّ أبي أَخذ بيدي فأدخلني إلى قبر رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، فقال : يا بُنيَّ ، إنّ اللّه عزّ وجلّ قال : (إِنِّىِ جَاعِلٌ فِى الأرْضِ خَلِيفَةً)(١) وإنّ اللّه عزّ وجلّ إذا قال قولاً وفى به»(٢) .
وروى جماعة ، منهم : عبد اللّه بن إبراهيم ـ سبط عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب ـ ومنهم : عبد اللّه بن محمّد بن عمارة الجَرمي ، عن يزيد بن سليط ـ من ولد زيد ـ قال : لقيت أبا إبراهيم عليهالسلام في بعض الطريق ، ونحن نريد العمرة ، فقلت له : هل تُثبتُ هذا الموضعَ الذي نحن فيه ؟ قال : «نعم ، فهل تثبته أنت ؟» قلت : نعم ، إنّي أنا وأبي لقيناك هاهنا وأنت مع أبي عبد اللّه عليهالسلام ومعه إخوتك ، فقال له أبي : بأبي أنت وأُمّي ! أنتم كلّكم أئمّة مطهّرون ، والموت لا يعرى منه أحد ، فأحدث لي شيئاً أُحدّث به مَنْ يخلفني من بعدي فلا يضلّ .
قال : «نعم يا أبا عبد اللّه ، هؤلاء وُلدي وهذا سيّدهم ـ وأشار إليك ـ وقد عُلّم الحكمَ والفهمَ والسخاءَ والمعرفةَ بما يحتاج إليه الناس وما اختلفوا فيه من أمرِ دينهم ودنياهم ، وفيه حُسن الخلقِ وحُسنِ الجواب ، وهو بابٌ من أبواب اللّه تعالى ، وفيه أُخرى خيرٌ من هذا كلّه ! وهو أنّه يُخرج اللّه منه غوثَ هذه الأُمّة وغياثَها وعَلَمَها ونورَها ، خيرُ مولودٍ وخيرُ ناشٍ» إلى أن
____________________
(١) سورة البقرة ٢ : ٣٠ .
(٢) الكافي ١ : ٢٤٩ / ٤ (باب الإشارة والنصّ على أبي الحسن الرضا عليهالسلام ) ، الإرشاد للمفيد ٢ : ٢٤٨ ، الغيبة للطوسي : ٣٤ / ١٠ ، إعلام الورى ٢ : ٤٤ ، كشف الغمّة ٢ : ٢٧٠ .