القيامة في الأئمّة منّا أهل البيت إمام بعد إمام»(١) .
أقول : معلوم أنّ السؤال كان مرّة فهو المراد في الخبر لا تكراره كما هو ظاهر .
وروي في عيون المعجزات عن حارثة بن قدّامة ، قال : حدّثني سلمان ، قال : قال لي عمّار : اُخبرك عجباً ، فقلت : حَدِّثْني يا عمّار ، قال : نعم ، شهدت عليّاً عليهالسلام وقد ولج على فاطمة عليهاالسلام فلمّا بصرت به نادت : «اُدن يا عليّ ، لأُحدِّثك بما كان ، وبما هو كائن ، وبما لم يكن إلى يوم القيامة حين تقوم الساعة» .
قال عمّار : فرأيت أمير المؤمنين يرجع القهقرى ، فرجعت برجوعه إذ دخل على النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فقال له : «اُدن يا أبا الحسن» ، فدنا ، فلمّا اطمأنّ به المجلس قال له : «تُحَدِّثُني أم أُحدِّثك؟» قال : «الحديث منك أحسن يا رسول اللّه » ، فقال : «كأنّي بك وقد دخلت على فاطمة وقالت لك كيت وكيت فرجعت» ، فقال عليّ عليهالسلام : «نعم ، يا رسول اللّه » ، فقال : «أو لا تعلم أنّ نور فاطمة من نورنا؟ » ، فسجد عليّ عليهالسلام شكراً للّه تعالى .
قال عمّار : فخرج عليّ عليهالسلام وخرجتُ بخروجه فولج على فاطمة عليهاالسلام وولجت معه ، فقالت : «كأنّك رجعت إلى أبي فأخبرته بما قلتُه لك ؟» قال : «كان كذلك يا فاطمة» ، فقالت : «اعلم يا أبا الحسن إنّ اللّه تعالى خلق نوري وكان يسبّح اللّه جلّ جلاله ، ثمّ أودعه شجرةً من شجر الجنّة فأضاءت ، فلمّا دخل أبي صلىاللهعليهوآله الجنّة أوحى اللّه إليه إلهاماً أن اقتطف الثمرة من تلك الشجرة وأدرها في لهواتك ، ففعل فأودعني اللّه صُلب أبي ، ثمّ أودعني خديجة بنت خويلد عليهاالسلام فوضعتني وأنا من ذلك النور ، أعلم ما
____________________
(١) علل الشرائع : ١٨٠ / ٢ ، باب ١٤٣ .