فيقول اللّه تعالى للملائكة الذين نصروا رسول اللّه صلىاللهعليهوآله يوم بدر : [ بايعوه](١) فيبايعونه ، ثمّ يبايعه من الناس ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ، ثمّ يسير إلى المدينة فيقتل ألفاً وخمسمائة قرشيّ ليس فيهم إلاّ فرخ زنية»(٢) ، الخبر .
ومنها : ما رووه عن أبي خالد الكابلي قال : قلت لسيّدي عليّ بن الحسين عليهماالسلام : [...] مَن الحجّة بعدك؟ قال : «ابني محمّد واسمه في التوراة الباقر ، وبعده ابنه جعفر المسمّى عند أهل السماء الصادق» ، فقلت له : يا سيّدي كيف صار اسمه الصادق وكلّكم صادقون؟
قال : «...لأنّ الخامس من ولده الذي اسمه جعفر يدّعي الإمامة اجتراءً على اللّه وكذباً عليه ، فهو عند اللّه الكذّاب المفتري على اللّه [ عزّ وجلّ ] ، المدّعي ما ليس له ، المخالف لأبيه والحاسد لأخيه ، ذلك الذي يروم كشف سرّ اللّه عند غيبة وليّ اللّه» . ثمّ بكى عليهالسلام وقال : «كأنّي بجعفر الكذّاب وقد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر وليّ اللّه ، والمغيب في حفظ اللّه والموكلّ بحرم أبيه جهلاً منه بولادته ، وحرصاً منه على قتله إن ظفر به [و] طمعاً في ميراث أخيه حتّى يأخذه بغير حقّ» .
قال أبو خالد : فقلت له : وإنّ ذلك لكائن؟
فقال : «إي وربّي إنّه لمكتوبٌ عندنا في الصحيفة التي فيها ذكر المحن التي تجري علينا بعد رسول اللّه صلىاللهعليهوآله » .
فقلت له : ثمّ ماذا يكون؟
قال : «تمتدّ الغيبة بوليّ اللّه الثاني عشر من الأوصياء والأئمّة ، يا أبا خالد ، إنّ أهل زمان غيبته ، القائلين بإمامته المنتظرين لظهوره ، أفضل
____________________
(١) ما بين المعقوفين إضافة من المصدر .
(٢) دلائل الإمامة : ٤٥٥ / ٤٣٥ ، الدرّ النظيم : ٧٥٦ .