إسحاق يعقوب ولم تكن نبيّة ، وفاطمة عليهاالسلام بنت محمّد صلىاللهعليهوآله كانت محدّثة ولم تكن نبيّة(١) .
أقول : وكتاب مصحف فاطمة عليهاالسلام الذي كتبه عليٌّ عليهالسلام لها بما كان يحدّث به جبرئيل لها بعد وفاة النبيّ صلىاللهعليهوآله ليسلّيها به ، مشهور موجود عند الأئمّة عليهمالسلام ، مشتمل على ما يكون من أحوال ذرّيّتها وملوك الأرض وغيرهم .
قال الصادق عليهالسلام لمّا سئل عن مصحف فاطمة عليهاالسلام : «إنّه لمّا قُبض النبيُّ صلىاللهعليهوآله دخل على فاطمة عليهاالسلام من الحزن ما لا يعلمه إلاّ اللّه عزّ وجلّ ، فأرسل اللّه إليها ملكاً يسلّي غمّها ويحدّثها ، فشكت ذلك إلى عليّ عليهالسلام ، فقال لها : إذا أحسستِ بذلك وسمعتِ الصوت قولي لي ، فأعلمته فجعل يكتب كلّ ما سمع حتّى أثبت من ذلك مصحفاً ، ثمّ قال عليهالسلام : أما إنّه ليس فيه من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون»(٢) .
وروى أبو القاسم البستي(٣) في مناقبه ، وأبو صالح المؤذّن في الأربعين عن الشعبي بإسناده عن ميمونة(٤) ، وروى الحسن البصري ،
____________________
(١) علل الشرايع : ١٨٢ / ٢ باب ١٤٦ ، بحار الأنوار ٤٣ : ٧٩ / ٦٦ .
(٢) بصائر الدرجات : ١٧٧ / ١٨ ، الكافي ١ : ١٨٦ / ٢ (باب فيه ذكر الصحيفة والجامعة ومصحف فاطمة عليهاالسلام ) ، بحار الأنوار ٤٣ : ٨٠ / ٦٨ .
(٣) هو إسماعيل بن عليّ بن أحمد البستي ، الزيدي ، يكنّى أبا القاسم ، صنّف في الفقه والكلام .
مات سنة ٤٢٠ هـ .
انظر : معجم المؤلّفين ٢ : ٢٧٩ .
(٤) هي ميمونة بنت الحارث بن حَزن الهلاليّة ، زوج النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وهي التي وهبت نفسها للنبيّ صلىاللهعليهوآله ، وكانت قبلَ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله عند أبي رُهم بن عبد العزّى ، وقيل : عند غيره . وكان اسمها برّة ، فسمّاها رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ميمونة .
توفّيت سنة ٥١ هـ ، وقيل : سنة ٦٣ هـ .
انظر : الاستيعاب ٤ : ١٩١٤ / ٤٠٩٩ ، واُسد الغابة ٦ : ٢٧٢ / ٧٢٩٧ .