وابن إسحاق بإسنادهما عن عمّار ، وعن ميمونة ، قال كلٌّ منهما : وجدت فاطمة عليهاالسلام نائمةً والرحى تدور ، فأخبرتُ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله بذلك ، فقال : «إنّ اللّه علم ضعف أمته فأوحى إلى الرحى أن تدور فدارت»(١) .
وروى ابن فيّاض في كتاب شرح الأخبار : أنّ فاطمة عليهاالسلام ربّما اشتغلت بصلاتها وعبادتها فربّما بكى ولدها فرئي المهد يتحرّك ، وكان مَلَكٌ يحرّكه(٢) .
وروى أبو عليّ الصوليّ في كتاب أخبار فاطمة عليهاالسلام ، وأبو السعادات في فضائل العشرة ، كلٌّ بإسناده عن أبي ذرّ الغفاريّ قال : بعثني النبيّ صلىاللهعليهوآله أدعو عليّاً عليهالسلام ، فأتيت بيته وناديته فلم يجبني ، فأخبرتُ النبيّ صلىاللهعليهوآله فقال : «عد إليه فإنّه في البيت» ، فأتيت ودخلت فرأيت الرحى تطحن ولا أحد عندها ، فقلت لعليّ عليهالسلام : إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله يدعوك ، فخرج وأتى النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فأخبرتُ النبيّ صلىاللهعليهوآله بما رأيت ، فقال : «يا أبا ذرّ ، لا تعجب ، فإنّ للّه ملائكةً سيّاحين في الأرض موكّلين بمعونة آل محمّد»(٣) .
وروي نحوه عن سلمان أيضاً وأنّه قال : رأيت فاطمة عليهاالسلام تقرأ القرآن داخل البيت وتدور الرحى خارج البيت ، فلمّا أخبرتُ بذلك النبيّ صلىاللهعليهوآله تبسّم وقال : «يا سلمان ، إنّ ابنتي فاطمة ملأ اللّه قلبها وجوارحها إيماناً إلى مشاشها ، تفرّغت لطاعة اللّه ، فبعث اللّه ملكاً اسمه روفائيل ـ وفي خبر آخَر : جبرئيل ـ فأدار لها الرحى ، وكفاها اللّه مؤونة الدنيا مع مؤونة الآخرة»(٤).
____________________
(١و٢) عنه ابن شهرآشوب في مناقبه ٣ : ٣٨٥ ، بحار الأنوار ٤٣ : ٤٥ .
(٣) عنهما ابن شهرآشوب في مناقبه ٣ : ٣٨٥ ، بحار الأنوار ٤٣ : ٤٥ ، ونحوه في الثاقب في المناقب : ٢٩٠ / ٢٤٧ .
(٤) دلائل الإمامة للطبري : ١٣٩ / ٤٧ ، مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ٣ : ٣٨٥ ـ ٣٨٦ ، الثاقب في المناقب : ٢٩٠ / ٢٤٨ ، بحار الأنوار ٤٣ : ٤٦ بتفاوت فيها .