وروى جمع ـ كالطبري وغيره ـ عن المأمون ، أنّه قال لقومه : أتدرون مَنْ علّمني التشيّع ؟ فقال القوم : واللّه ، ما نعلم ذلك ، فقال : علّمنيه الرشيد ، فقيل له : وكيف ذلك والرشيد يقتل أهل هذا البيت ؟ !
قال : كان يقتلهم على الملك ، إنّ الملك عقيم ، ثمّ قال : إنّه دخل موسى بن جعفر على الرشيد يوماً فقام الرشيد إليه ، واستقبله وأجلسه في الصدر وقعد بين يديه ، وجرت بينهما أشياء ، ثمّ قام فقام الرشيد لقيامه وقبّل بين عينيه ووجهه ، ثمّ أقبل علَيَّ وعلى الأمين والمؤتمن ، فقال : يا عبد اللّه ، ويا محمّد ، ويا إبراهيم ، امشوا بين يدي ابن عمّكم وسيّدكم ، وخذوا بركابه وشيّعوه إلى منزله ، فأقبل علَيَّ أبو الحسن موسى سرّاً بيني وبينه فبشّرني بالخلافة ، وقال لي : «إذا ملكت هذا الأمر فأحسن إلى ولدي» [ثمّ انصرفنا](١) .
وكنت أجرأ ولد أبي عليه ، فلمّا خلا المجلس قلت : يا أمير المؤمنين ، مَنْ هذا الرجل الذي أعظمته وأجللته ، وقعدتَ دونه ، ثمّ أمرتنا بأخذ الركاب له ؟
فقال : هذا إمام الناس وحجّة اللّه على خلقه .
فقلت : أو ليست هذه الصفات كلّها(٢) لك وفيك ؟
فقال : أنا إمام الجماعة بالغلبة والقهر ، وموسى بن جعفر إمام حقّ ، واللّه يا بنيّ ، إنّه لأحقّ بمقام رسول اللّه صلىاللهعليهوآله منّي ومن الخلق جميعاً(٣) .
فقلت : يا أبه ، أنت تعلم هذا وتنازعهم حقّهم ؟
____________________
(١) ما بين المعقوفين أضفناه من المصادر .
(٢) كلمة «كلّها» لم ترد في «م» .
(٣) في «م» : «أجمعين» .