لأجابك فيه بعلمٍ»(١) الخبر .
وقال صفوان الجمّال : قلت لأبي عبد اللّه عليهالسلام : مَنْ صاحب هذا الأمر ؟ فقال : «صاحب هذا الأمر لا يلهو ولا يلعب» ، فأقبل أبو الحسن عليهالسلام ـ وهو صغير ـ ومعه عَناق مكّيّة ، وهو يقول لها : «أُسجدي لربّكِ» فأخذه أبو عبد اللّه عليهالسلام وضمّه إليه وهو يقول : «بأبي وأُمّي مَنْ لا يلهو ولا يلعب»(٢) .
وروى بعض الجمهور : أنّه لمّا قرب الرشيد إلى المدينة سنة من السنين استقبله الوجوه من أهلها يقدمهم موسى بن جعفر عليهماالسلام على بغلة ، فقال له الربيع : ما هذه الدابّة التي تلقّيت عليها أمير المؤمنين ؟ وأنت إن طلبتَ عليها لم تُدرك ، وإن طُلبتَ عليها لم تفت ، فقال : «إنّها تطأطأت من خُيَلاء الخيل ، وارتفعت عن ذلّة العير ، وخير الأُمور أوسطها»(٣) .
وروى بعضٌ عن السندي بن شاهك ـ وهو الذي كان أبو الحسن عليهالسلام محبوساً عنده ـ أنّه قال : وافى خادم من قِبَل الرشيد إلى أبي الحسن عليهالسلام وهو محبوس عندي ، فدخلت معه وقد كان قال لي : تعرف خبره ، فوقف الخادم قباله فقال : ما لك ؟ فقال : بعثني الخليفة لأعرف خبرك ، فقال : قل له : «يا هارون ، ما من يوم ضرّاء انقضى عنّي إلاّ انقضى عنك من السرّاء مثله حتّى نجتمع أنا وأنت في دار يخسر فيها المبطلون»(٤) .
____________________
(١) قرب الإسناد : ٣٣٤ / ١٢٣٧ ، مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ٤ : ٣١٧ ، الخرائج والجرائح ٢ : ٦٥٣ / ٥ ، دلائل الإمامة : ٣٣٠ / ٢٨٨ ، بحار الأنوار ٤٨ : ٢٤ / ٤٠ ، نقلاً عن المناقب ، وفي المصادر عن عيسى شلقان .
(٢) الكافي ١ : ٢٤٨ / ١٥ (باب الإشارة والنصّ على أبي الحسن موسى عليهالسلام ) ، الإرشاد للمفيد ٢ : ٢١٩ ، مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ٤ : ٣٤٢ ، كشف الغمّة ٢ : ٢٢١ ، إعلام الورى ٢ : ١٢ ، الدرّ النظيم : ٦٥٣ .
(٣) مقاتل الطالبيّين : ٥٠٠ ، زَهر الآداب ١ : ١٣٣ ، الدرّ النظيم : ٦٥٣ ، بتفاوتٍ .
(٤) الدرّ النظيم : ٦٥٤ ، بتفاوتٍ يسير .