ووجود رجال الغيب أيضاً عندهم مشهور يزعم أكثرهم صحّته .
وعند جمع منهم أنّ عليّاً عليهالسلام لمّا توفّي حملوه على ناقة ، وهي تدور به إلى الآن في البراري والوديان(١) .
ومع هذا كلّه ينكرون ذلك ويستبعدون في صاحب الزمان ، وهل هذا إلاّ التعصّب والتحكّم والعناد والعُدوان؟!
وإذ قد تبيّن ما أردنا ذكره في دفع شُبه المخالفين ، فلنشتغل الآن بذكر نُبذ من الأخبار المتعلّقة بنقل أحوال هذا القائم الحجّة المنادية بأنّه هو المهديّ الموعود ـ الذي يأتي ما يتعلّق به في المبحث الثاني من الفصل الحادي عشر ـ بحيث من لاحظ هذه الأحوال التي نذكرها هاهنا مع ما سيأتي ـ في البحثين الأوّل والثاني من الفصل المذكور ـ لم يبق له مجالُ شكٍّ في كون هذا الإمام هو المهديّ الموعود .
ثمّ لا نذكر هاهنا ولا في ذلك المبحث جميعَ الأخبار ؛ لكثرتها جدّاً ، بل إنّما نكتفي بذكر بعضٍ ممّا يشتمل على ما فيه تبيان إمامته ، وبيّنات حجّيّته ، وبيان شيءٍ من صفاته وحالاته وكمالاته وعلائم ظهوره ، وأمثال ذلك :
روى الطبريّ ، وغيره : عن أبي محمّد العسكريّ عليهالسلام أنّه قال لوكيله أحمد بن إسحاق القمّي العظيم الشأن ، وقد أتاه يسأله عن الخلف بعده ، فأراه إيّاه ، ثمّ قال مبتدئاً : «مَثَله مَثَل الخضر ، ومَثَله مَثَل ذي القرنين ، إنّ الخضر شرب من ماء الحياة فهو حيّ لا يموت حتّى ينفخ في الصور ، وإنّه ليحضر الموسم في كلّ سنة ويقف بعرفة ، فيؤمّن على دعاء المؤمنين ،
____________________
(١) انظر : تاريخ الخلفاء للسيوطيّ : ١٣٩ ـ ١٤٠ ، أخبار الدُول وآثار الاُول ١ : ٣١٢ .