وأمّا ثانياً : فلأنّ ذلك ليس شيئاً منحصراً فيه بحيث لم يكن في غيره أصلاً ، حتّى يكون أمراً غريباً يتطرّق إليه الاستبعاد والإنكار ؛ ضرورة تحقّق مثله في جماعة من الأخيار والأشرار كآدم ، وحوّا ، ونوح ، وشعيب ، وذي القرنين ، وعوج ، وغيرهم ممّن مات بعد عمر طويل ، حتّى أنّه كان عمر بعضهم آلافاً من السنين ، ومثل إدريس على الأصوب ، بل أصحاب الكهف أيضاً على الحقّ ، والخضر وإلياس ـ وقيل : هو الخضر لا غير(١) ـ وعيسى عليهمالسلام ، والشيطان وغيرهم ممّن هو موجود إلى الآن .
وقصّة هام بن هيم بن إبليس الذي جاء إلى رسول اللّه صلىاللهعليهوآله مسلماً ، مشهورة ، وفي روايات الفريقين موجودة(٢) .
وقد كتب بعض أصحابنا كتاباً كبيراً في ذكر المعمّرين ، والذين غابوا عن قومهم ، منهم الخضر باتّفاق كلّ الأُمّة(٣) .
ومن العجائب أنّ عند أكثر المخالفين أنّ الدجّال الذي يخرج في آخر الزمان هو ابن الصيّاد الذي ذكروا أنّه وُلد في زمان رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، وأنّه غاب وهو باقٍ إلى أن يخرج(٤) .
____________________
(١) مجمع البيان ٢ : ٣٣٠ ، الجامع لأحكام القرآن ٧ : ٣٣ ، البحر المحيط ٤ : ٥٧٤ ، بحر العلوم ٣ : ١٢٣.
(٢) تفسير القمّي ١ : ٣٧٥ ، بصار الدرجات : ١٢١ / ١٣ ، بحار الأنوار ١٨ : ٨٣ / ٢ ، و٢٧ : ١٤ / ٢ ، و٣٩ : ١٦٤ / ٤ نقلاً عن تفسير القمّي وبصائر الدرجات ، وانظر : الضعفاء الكبير للعقيلي ١ : ٩٨ / ١١٥ ، والمجروحين لابن حبّان ١ : ١٣٦ ، وميزان الاعتدال ٣ : ٥٩٩ / ٧٧٦٤ .
(٣) في «م» : الفريقين ، بدل : كلّ الأُمّة .
(٤) انظر : صحيح مسلم ٤ : ٢٢٤٠ (باب ذكر ابن صيّاد) ، والفتن لحنبل بن إسحاق : ١٤٧ / ٣٨ ، ومصابيح السنّة ٣ : ٥١٣ / ٤٢٥٢ ، والفتن لابن حمّاد ٣٣٣ ـ ٣٣٤ .