بإمامته ، ويَدّعون أنّه أولى منه بمقامه ، فيحكم بحكمه دون حكم الفقهاء ؟ ! .
قال : فتغيّر لونه ، وانتبه لما نبّهته له ، وقال : لقد نصحتني جزيت خيراً ، ثمّ نُقل أنّه دبّر في سمّه يوم الرابع(١) .
هذا أصحّ الأقوال في ولادته ووفاته وشهادته . ونقل بعض أقوالاً أُخَر حتّى في كيفيّة تدبير سمّه .
وقد كان يكنّى أبا جعفر ، والخاصّ أبا عليّ . وألقابه : التقيّ ، والجواد ، والزكيّ ، والمرتضى ، والرضيّ ، والقانع ، والمختار ، والمتوكّل ، والمنتجب .
وكانت أُمّه أُمّ ولد يقال لها : اُمّ الحسن ، واسمها خيزران سمّاها به الرضا عليهالسلام ، كما في روايات ، وإنّها كانت من أهل بيت مارية القبطيّة أُمّ إبراهيم ابن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، وقيل : أسماء أُخَر ، مثل : ريحانة ، وسكينة ، وسبيكة ، ودرّة ، وإنّها كانت مريسيّة أو نوبيّة(٢) .
أقول: كفى في تبيان إمامة هذا الإمام الهمام عليهالسلام وبرهان حجّيّته ـ سوى ما مرّ ويأتي من سائر الصفات التي شارك فيها آباؤه الأئمّة عليهمالسلام ـ كون أصل قيامه بالإمامة معجزة بيّنة ، كما كان نبوّة عيسى عليهالسلام كذلك أيضاً ؛ إذ من البديهيّات الواضحة أنّه يستحيل أن يقدر مَنْ له سبع سنين على التخرّج من أدنى شيءٍ فضلاً من غوامض المسائل والأحكام الكثيرة التي بيّنها عليهالسلام في ذلك السنّ ، وتواليه التي هي مثلها أيضاً ، وسنذكر نبذاً ممّا
____________________
(١) تفسير العيّاشي ٢ : ٤٦ / ١٢٦٩ ، بحار الأنوار ٥٠ : ٥ / ٧ ، و٧٩ : ١٩٠ / ٣٣ .
(٢) انظر : الإرشاد للمفيد ٢ : ٢٧٣ ، كشف الغمّة ٢ : ٣٤٣ ، إعلام الورى ٢ : ٩١ ، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ٤ : ٤١٠ ، دلائل الإمامة : ٣٩٦ ، معارج الوصول للحنفي : ١٦٧ و١٧٠ ، النعيم المقيم لعترة النبأ العظيم : ٤١١ ـ ٤١٤ .