يسمع هذا الكلام منك إنسان(١) ، الخبر .
وروى محمّد بن الحسن بن شمّون ، قال : كتبتُ إلى الصادق عليهالسلام أشكو الفقر ، ثمّ قلت في نفسي : أليس قال أبو عبد اللّه عليهالسلام :« الفقر معنا خير من الغنى مع غيرنا ، والقتل معنا خير من الحياة مع غيرنا ! » فوقّع في الجـواب : «إنّ اللّه تعالى يمحّص أولياءنا إذا تكاثفت ذنوبهم بالفقر وقد يعفو عن كثير ، وهو كما حدّثتك نفسك : الفقر معنا خير من الغنى مع عدوّنا ، ونحن كهف لمن التجأ إلينا ، ونور لمن استضاء بنا ، وعصمة لمن اعتصم بنا ، مَنْ أحبّنا كان معنا في السنام الأعلى ، ومَن انحرف عنّا فإلى النار»(٢) .
وقال بعض أصحابه : كنّا عنده عليهالسلام إذ دخل عليه رجل من المرجئة فسأله عن الأوّل والثاني ، فقال : «كانا واللّه إمامين عادلين قاسطين ، كانا على الحقّ ، وماتا عليه رحمة اللّه عليهما يوم القيامة» فلمّا خرج الرجل سألناه عن معنى كلامه ، وقلنا له : نحن نعلم رأيك فيهما فكيف هذا ؟ فقال : « لقد صدقتُ فيما قلتُ ، فإنّهما إمامان من الأئمّة الذين يدعون إلى النار ، وقد كانا عادلين عن الحقّ مائلين إلى الباطل ، وقال اللّه تعالى : (وَ أَمَّا اْلْقَسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً)(٣) ، وقد كانا على ضرر عليّ عليهالسلام الذي هو الحقّ
____________________
(١) لم أعثر عليه من كتب العامّة ، وانظر : الخرائج والجرائح ٢ : ٦٤٧ / ٥٥ ، ودلائل الإمامة : ٢٥٥ / ١٨١ ، والدرّ النظيم : ٦٢٧ ، والعدد القويّة : ١٥٩ / ٩١ ، وبحار الأنوار ٤٧ : ١٧٢ / ١٨ .
(٢) اختيار معرفة الرجال (رجال الكشّي) : ٥٧٩ / ١٠١٨ ، الخرائج والجرائح ٢ : ٧٣٩ / ٥٤ ، كشف الغمّة ٢ : ٤٢١ ، الدرّ النظيم : ٦٣٤ ، بحار الأنوار ٥٠ : ٢٩٩ . وفي بعض المصادر : «ميمون» بدل «شمّون» .
(٣) سورة الجنّ ٧٢ : ١٥ .