وروى الحسن بن معاذ الرضوي ، قال : حدّثنا لوط بن يحيى الأزدي(١) ، عن عمارة بن زيد الواقدي ، قال : حجّ هشام بن عبد الملك بن مروان سنةً من السنين ، وكان قد حجّ في تلك السنة محمّد بن عليّ الباقر وابنه جعفر بن محمّد عليهماالسلام .
فقال جعفر [ بن محمّد عليهماالسلام ](٢) : «الحمد للّه الذي بعث محمّداً بالحقّ نبيّاً ، وأكرمنا به ، فنحن صفوة اللّه على خلقه ، وخيرته من عباده ، فالسعيد من اتّبعنا ، والشقيّ من عادانا وخالفنا» .
وكان مَسْلَمَة(٣) يسمع ذلك .
قال أبو عبد اللّه عليهالسلام : «فأخبر مَسْلمة أخاه بما سمع ، فلم يتعرّض لنا حتّى أتى دمشق ، وانصرفنا إلى المدينة ، فأنفذ هشام إلى عامله بالمدينة بإشخاص أبي وإشخاصي معه ، فأشخصنا ، فلمّا وصلنا(٤) دمشق حجبنا
____________________
(١) هو لوط بن يحيى ، يكنّى أبا مخنف ، من أصحاب الحسن والحسين عليهماالسلام ، له كتب كثيرة منها : كتاب مقتل الحسين عليهالسلام ، وأخبار المختار بن أبي عبيد ، ومقتل محمّد بن أبي بكر ، وغيرها .
انظر : الفهرست للطوسي : ٢٠٤ / ٥٨٤ ، رجال النجاشي : ٣٢٠ / ٨٧٥ ، ورجال ابن داود : ١٥٧ / ١٢٥١ ، معالم العلماء : ٩٣ / ٦٤٩ ، الخلاصة : ٢٣٣ / ٧٩٧ ، المعارف لابن قتيبة : ٥٣٧ ، الفهرست لابن النديم : ١٠٥ .
(٢) ما بين المعقوفين أضفناه من المصدر .
(٣) هو مَسْلَمة بن عبد الملك بن مروان ، يكنّى أبا سعيد ، وأبا الأصبغ ، يلقّب بالجرادة الصفراء ، وهو الذي غزا القسطنطينية ، وولاّه أخوه ـ يزيد ـ إمرة العراقين ثمّ أرمينية .
هلك سنة ١٢٠ هـ .
انظر : تهذيب الكمال ٢٧ : ٥٦٢ / ٥٩٥٦ ، سير أعلام النبلاء ٥ : ٢٤١ / ١٠٣ ، تاريخ الإسلام (حوادث ١٠١ ـ ١٢٠) : ٤٦٨ / ٥٦٠ ، الأعلام ٧ : ٢٢٤ .
(٤) في «م» و«ن» و«س» : «دخلنا» . وما أثبتناه من «ل» والمصدر .