رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، فقال أهل المدينة : ما رأينا أحداً قطّ أكذب من هذا ، يحدّثنا عمّن لم يره ! فلمّا رأى ما يقولون ، حدّثهم عن جابر بن عبد اللّه ، قال : فصدّقوه . وكان جابر يأتيه فيتعلّم منه»(١) .
وفي رواية : «إنّ عليّ بن الحسين عليهماالسلام جاء بابنه محمّد إلى جابر ، فقال له : سلِّم على عمّك جابر ، فأخذه جابر فقبّل بين عينيه ، وضمّه إلى صدره ، وقال : هكذا أوصاني رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، فقال : ياجابر ، يولد لعليّ بن الحسين زين العابدين ولد يقال له : محمّد ، يبقر العلم بقراً ، فإذا رأيته فاقرأه منّي السلام»(٢) الخبر .
وسيأتي بعض أخبار جابر في الفصل الحادي عشر .
وقد روي أيضاً : أنّ جابراً توجّع ، فأتاه الباقر عليهالسلام عائداً له ، فسأله عن حاله ـ إلى أن قال ـ : فقال جابر : الموت أحبّ إلَيَّ من الحياة ، والمرض أحبّ إلَيَّ من الصحّة ، والفقر أحبّ إلَيَّ من الغنى ، فقال الباقر عليهالسلام : «أمّا أنا فمهما أراد اللّه لي الحياة فالحياة أحبّ إلَيَّ من الموت ، وإذا أراد اللّه لي الموت فالموت أحبّ إلَيَّ من الحياة » ، وهكذا قال في البقيّة ، فقال جابر : صدقتَ أنت وصدق رسول اللّه صلىاللهعليهوآله فإنّه قال لي : «ستدرك رجلاً من أهل بيتي اسمه اسمي ، وشمائله شمائلي يبقر العلم بقراً»(٣) الخبر .
وقد روي حكاية جابر من طرق عديدة ، ويظهر منها : أنّ جابراً كان قد أخبر في مواطن كثيرة بما سمع من رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، فافهم .
____________________
(١) الكافي ١ : ٣٩٠ / ٢ (باب مولد أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهماالسلام ) ، الاختصاص للمفيد : ٦٢ ـ ٦٣ ، الخرائج والجرائح ١ : ٢٧٩ / ١٢ .
(٢) دلائل الإمامة : ٢١٨ / ١٣٧ ، الدرّ النظيم : ٦٠٤ .
(٣) أوصاف الأشراف : ١٠٤ ، مسكّن الفؤاد : ٨٢ .