هذا ابن أبي قحافة قد ابتزّني نحيلة أبي وبليغة ابنيّ ، واللّه لقد أجدّ في ظلامتي ، وألدّ في خصامتي ـ إلى أن قالت ـ : خرجت واللّه كاظمةً وعدتُ راغمةً ، ليتني ولا خيار لي ، متّ قبل ذلّتي ، وتوفّيت قبل منيّتي ، عذيري فيك اللّه حامياً ، ومنك داعياً ويلاه في كلّ شارق ، ويلاه مات المعتمد ووهن العضد ، شكواي إلى ربّي ، وعدواي إلى ربّي ، اللّهمّ أنت أشدّ قوّة» . فأجابها عليّ عليهالسلام : «لا ويل لكِ ، بل الويل لشانئكِ ، يا بنت الصفوة وبقيّة النبوّة ، فواللّه ، ما ونيت في ديني ، ولا أخطأت مقدوري ، فإن كنتِ تريدين البلغة فرزقكِ مضمون ، وكفيلكِ مأمون ، وما أُعدّ لكِ خير ممّا قطع عنكِ ، فاحتسبي» . فقالت : «حسبي اللّه ونعم الوكيل»(١) .
وقد روى جماعة ، منهم : عبد الرزّاق ، عن معمّر ، عن الزهري ، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود(٢) ، عن ابن عبّاس ، ومنهم : المهلّبي(٣) . بإسناد له عن عبد اللّه بن الحسن المثنّى ، عن اُمّه ـ فاطمة بنت الحسين عليهالسلام ـ ومنهم : القزويني(٤) ، بإسناده عن عمر بن عليّ بن أبي طالب ، عن أبيه عليّ عليهالسلام ، ومنهم : الخطيب البغدادي أحمد بن
____________________
(١) مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ٢ : ٢٣٦ ـ ٢٣٧ ، الاحتجاج ١ : ٢٨٠ ـ ٢٨٢ ، بتفاوت فيهما ، بحار الأنوار ٢٩ : ٣٢٣ / ٩ .
(٢) هو عبيداللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود الهذلي ، يكنّى أبا عبد اللّه ، كان أحدَ فقهاء المدينة ، وهو معلّم عمر بن عبدالعزيز ، حدّث عن : عائشة ، وميمونة ، وأُمّ سلمة ، وخلق كثير ، وحدّث عنه : أخوه ، والزهري ، وضمرة بن سعيد المازني ، وغيرهم .
مات سنة ٩٨ هـ ، وقيل : سنة ٩٩هـ .
انظر : الطبقات لابن سعد ٥ : ٢٥٠ ، ووفيات الأعيان ٣ : ١١٥ / ٣٥٦ ، وتاريخ الإسلام (حوادث ٨١ ـ ١٠٠) : ٤٢١ / ٣٤١ ، وسير أعلام النبلاء ٤ : ٤٧٥ / ١٧٩ .
(٣) هو محمّد بن عبد الرحمان المهلّبي ، جاء في سند معاني الأخبار .
(٤) هو عليّ بن محمّد بن الحسن المعروف بابن مقبرة القزويني من مشايخ الصدوق . انظر : العلل : ١٤٤ باب ١٢٠ حديث ١١ .