عن الدار ، قال عليّ بن قيس : فخرج علينا خادم من خَدم الدار فسألته عن هذا الخبر ، فقال لي : مَنْ حدّثك بهذا؟ فقلت له : حدّثني بعض جلاوزة السواد ، فقال : لا يكاد يخفى على الناس شيء(١) .
وعن أبي أحمد بن راشد ، عن بعض أهل المدائن قال : كنتُ حاجّاً مع رفيق لي ، فوافينا إلى الموقف فإذاً شابٌّ قاعد ، عليه إزار ورداء ، وفي رجليه نعل صفراء ، قوّمتُ الإزارَ والرداءَ بمائةٍ وخمسين ديناراً ، وليس عليه أثر السفر ، فدنا منّا سائل فرددناه ، فدنا من الشابّ فسأله فحمل شيئاً من الأرض وناوله ، فدعا له السائل واجتهد في الدعاء وأطال ، فقام الشابّ وغاب عنّا ، فدنونا من السائل فقلنا له : ويحك ما أعطاك؟ فأرانا حصاةَ ذهبٍ مُضرّسَةً قدّرناها عشرين مثقالاً ، فقلت لصاحبي : مولانا عندنا ونحن لا ندري ، ثمّ ذهبنا في طلبه فَدُرْنا الموقِفَ كلّه ، فلم نقدر عليه ، فسألنا مَنْ كان حوله من أهل مكّةَ والمدينة ، فقالوا : شابّ علويّ يحجّ كلَّ سنةٍ ماشياً(٢) .
وعن محمّد بن إبراهيم بن مهزيار ، قال : قدمت العسكر زائراً فقصدت الناحية ، فلقيتني امرأة وقالت : أنت محمّد بن إبراهيم؟ فقلت : نعم ، فقالت لي : انصرف فإنّك لا تصل في هذا الوقت وارجع الليلة ، فإنّ الباب مفتوح فادخل الدار ، واقصد البيت الذي فيه السراج ، ففعلت وقصدت الباب فإذا هو مفتوح فدخلت الدار ، وقصدت البيت الذي فيه السراج كما وصفته ، فبينما أنا بين القبرين أنتحب وأبكي إذ سمعتُ صوتاً ،
____________________
(١) الكافي ١ : ٢٦٧ / ١١ (باب في تسمية مَنْ رآه عليهالسلام ) ، الغيبة للطوسيّ : ٢٦٧ / ٢٢٩ ، بحار الأنوار ٥٢ : ١٣ / ٧ ، بتفاوت فيها .
(٢) الكافي ١ : ٢٦٨ / ١٥ (باب في تسمية مَنْ رآه عليهالسلام ) ، الخرائج والجرائح ٢ : ٦٩٤ / ٨ .