لكن يمكن أن يكون المراد به الباقر عليهالسلام بأن تكون لفظة «الثاني» صفةً لعليٍّ ، ولا ينافيه كون المراد بابنه علي بن محمّد الهادي عليهالسلام ؛ ضرورة كون ابن الابن ابناً ولو كثرت الوسائط ، كما كان يقال لكلٍّ منهم : ابن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله .
وانتقلت الإمامة إليه وهو ابن سبع سنين وأشهر ، وقُبض عليهالسلام في سنة عشرين ومائتين ، وله خمس وعشرون سنة وأشهر ، في آخر شهر ذي القعدة ، أو أوائل ذي الحجّة ، ودُفن في بغداد بمقابر قريش عند جدّه عليهالسلام .
وكان سبب وفاته على ما هو الأصحّ أنّ امرأته أُمّ الفضل بنت المأمون سمّته بأمر عمّها المعتصم الخليفة ، في عنب رازقيّ ؛ حيث كانت منحرفة عنه ؛ لأجل أنّ ابنه أبا الحسن الهادي عليهالسلام ولد من غيرها ، حتّى نُقل أنّه لمّا أكل العنب ندمت هي فبكت ، فقال لها : «ممّ بكائكِ واللّه ، ليضربنّك اللّه بفقرٍ لا ينجبر ، وبلاءٍ لا يَنستِر» ، فبُليت بعده بعلّة الآكلة في فرجها ، حتّى أنفقت عليها جميع مالها ، حتّى احتاجت إلى رِفد الناس فما نفعها شيء ، حتّى قيل : إنّها كانت تنكشف للأطباء فينظرون إليها ويداوونها ، فلم يكن ينفع إلى أن ماتت بها(١) .
وفي روايةٍ : أنّ أحمد بن أبي دُوَاد(٢) ـ بضمّ الدال وفتح الواو على ما
____________________
(١) إثبات الوصيّة : ١٩٢ ، دلائل الإمامة : ٣٩٥ ، عيون المعجزات : ١٢٩ ، الدرّ النظيم : ٧١٧ ـ ٧١٨ بتفاوت فيها ، بحار الأنوار ٥٠ : ١٧٠ ، وانظر : الإرشاد للمفيد ٢ : ١٩٥ .
(٢) هو أحمد بن فرج (أبي داود) بن جرير ، يكنّى أبا عبد اللّه ، ولي القضاء للمعتصم وللواثق ، وكان مصرِّحاً بمذهب الجهميّة ، داعيةً إلى القول بخلق القرآن ، ويكفي لخبث سيرته ما أشار إليه المؤلّف .