وفي كتاب ابن بطّة : أنّه خطبها عبد الرحمان بن عوف ، فلم يجبه النبيّ صلىاللهعليهوآله (١) .
وفي رواية غيره أنّه قال : بكذا من المهر ، فغضب النبيّ صلىاللهعليهوآله ومدّ يده إلى حصى فرفعها فسبّحت في يده وجعلها في ذيله فصارت درّاً ومرجاناً يعرض به جواب المهر(٢).
وفي المناقب : عن أُمّ سلمة ، وسلمان ، أنّه لمّا أدركت فاطمة مدرك النساء ، خطبها أكابر قريش من أهل الفضل والسابقة في الإسلام والشرف والمال ، وكان كلّما ذكرها رجل منهم للنبيّ صلىاللهعليهوآله أعرض عنه بوجهه حتّى كاد الرجل منهم يظنّ في نفسه أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله ساخط عليه ، أو قد نزل (فيه وحي)(٣) من السماء ، ثمّ نقل سلمان حديثاً طويلاً في أنّ الصحابة قالوا لعليّ عليهالسلام : أنت اخطبها ، فإنّا نرجو أنّ اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآله إنّما يحبسانها عليك ، فخطبها عليّ عليهالسلام فتهلّل وجه النبيّ صلىاللهعليهوآله وقال له : «إنّ اللّه قد زوّجك منها قبل خطبتك ، وقد أتاني ملك له وجوه عديدة وبشّرني بذلك ، وأتاني جبرئيل وأمرني بالتزويج» ، فخرج النبيّ صلىاللهعليهوآله وجمع من أصحابه وزوّجها من عليّ عليهالسلام (٤) .
والحديث طويل مشتمل على فضائل عديدة لعليّ عليهالسلام ، وتفصيل حكاية التزويج بنحو ما سيأتي في الأخبار الآتية ، وسنذكره في الختام إن شاء اللّه تعالى ، وفيه حكاية الزفاف أيضاً .
____________________
(١) عنه ابن شهرآشوب في مناقبه ٣ : ٣٩٣ .
(٢) مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ٣ : ٣٩٣ .
(٣) بدل ما بين القوسين في «م» هكذا : «في حقّه شيء» .
(٤) المناقب للخوارزمي : ٣٤٢ / ٣٦٤ .