وفي رواية اُخرى عن أسباط بن سالم(١) قال : قال أبو عبد اللّه عليهالسلام : «لمّا وُلد النبيّ صلىاللهعليهوآله رأت آمنة اُمّ النبيّ صلىاللهعليهوآله وفاطمة بنت أسد ـ وكانت حاضرة عندها ـ نوراً قد سطع ما بين المشرق والمغرب فتعجّبا من ذلك فدخل عليهما أبو طالب فأخبرته فاطمة بالنور الذي قد رأت ، فقال لها : ألا أُبشّرك ؟ فقالت : بلى ، فقال : أما إنّك ستلدين غلاماً يكون وصيَّ هذا المولود» . وممّن ذكر هذه الرواية الكليني رحمهالله (٢) .
وفي كتاب الخرائج والجرائح ، عن فاطمة بنت أسد أنّها قالت : لمّا توفّي عبد المطّلب أخذ أبو طالب النبيَّ صلىاللهعليهوآله عنده لوصيّة أبيه به ، وكنت أخدمه ، وكان يدعوني الأُمّ ، وكان في بستان دارنا نخلات ، وكان أوّل إدراك الرطب ، وكنت كلّ يوم ألتقط له حفنة(٣) من الرطب فما فوقها ، وكذلك جاريتي ، فاتّفق يوماً أن نسيت أن ألتقط له شيئاً ونسيت جاريتي أيضاً ، وكان محمّد صلىاللهعليهوآله نائماً ودخل الصبيان فأخذوا كلّ ما سقط من الرطب وانصرفوا ، فنمت ووضعت الكمّ على وجهي حياءً من محمّد صلىاللهعليهوآله إذا انتبه ، فانتبه محمّد صلىاللهعليهوآله ودخل البستان ، فلم ير رطبة على وجه الأرض [...] فأشار إلى نخلة ، فقال : «أيّتها الشجرة ، أنا جائع» ، فرأيت النخلة قد وضعت أغصانها التي عليها الرطب حتّى أكل منها ما أراد ، ثمّ ارتفعت إلى موضعها ، فتعجّبت من ذلك ، وكان أبو طالب غائباً ، فلمّا أتى وقرع الباب
____________________
(١) هو أسباط بن سالم الكوفيّ بيّاع الزطّي ، يكنّى أبا علي ، روى عن أبي عبد اللّه وأبي الحسن عليهماالسلام ، له كتاب يرويه عنه جماعة .
انظر : رجال النجاشي : ١٠٦ / ٢٦٨ ، والفهرست للطوسي : ٩٠ / ١٢٣ ، ونقد الرجال ١ : ١٨٧ / ٤٠٠ ، وتنقيح المقال ١ : ١١٠ / ٦٥٤ .
(٢) الكافي ٨ : ٣٠٢ / ٤٦٠ بتفاوت ، بحار الأنوار ٣٥ : ١٣٧ / ٨٤ .
(٣) في النسخ : «جفنة» ، وما أثبتناه من المصدر .