وأبي طالب رضي اللّه عنهما ، وأنّه صار في أحدهما النبوّة وفي الآخَر الوصاية ، وأنّ أبا طالب رضىاللهعنه رأى المثرم بن وهيب الراهب فبشّره الراهب بحكاية النبيّ وعليّعليهماالسلاموبكون عليٌّ من صلبه ، وأنّ أبا طالب رضىاللهعنه كان يعرف جميع تلك الأحوال من كلام الراهب ، حتّى أنّه لمّا ولد عليٌّ عليهالسلام ذهب أبو طالب إلى الراهب ليبشّره فوجده ميتّاً فأحياه اللّه له حتّى بشّره ورجع ، وأنّ أبا طالب رضىاللهعنه كان يدعو عند المهمّات : إلهي وسيّدي أسألك بحقّ المحمّديّة المحمودة ، والعلويّة العالية ، والفاطميّة البيضاء أن تتفضّل علينا بكذا وكذا ؛ لمعرفته بهم واعتقاده فيهم ، إلى أن قال جابر : فقلت : يا رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، أكثر الناس يقولون : إنّ أبا طالب رضىاللهعنه مات كافراً ، فقال : «يا جابر ، ربّك أعلم بالغيب ، إنّه لمّا كانت الليلة التي أُسري بي فيها إلى السماء انتهيت إلى العرش فرأيت أربعة أنوار ، فقلت : إلهي ما هذه الأنوار؟ فقال : يا محمّد ، هذا جدّك عبد المطّلب ، وهذا عمّك أبو طالب ، وهذا أبوك عبد اللّه ، وهذا ابن عمّك طالب ، فقلت : إلهي وسيّدي ، بما نالوا هذه الدرجة؟ قال : بكتمانهم الإيمان وإظهارهم الكفر ، وصبرهم على ذلك حتّى ماتوا»(١) الخبر .
ومنه يظهر إيمان طالب أيضاً .
وفي رواية بعضهم : وهذا أخوك ، بدل طالب ابن عمّك(٢) ، وعليه يكون المراد الإخوة الإيمانيّة ، فافهم .
وروى ابن بابويه وغيره بأسانيدهم عن الصادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام
____________________
(١) الفضائل لابن شاذان : ١٢٩ / ٧٣ ، روضة الواعظين : ٧٧ ـ ٨١ ، بحار الأنوار ٣٥ : ١٠ / ١٢ ، ونحوه في جامع الأخبار : ٥٧ / ٧١ .
(٢) روضة الواعظين : ٨١ .