وآمنة ، وفاطمة بنت أسد رضي اللّه عنهم ، وإن لم تقتض المصلحة لبعضهم إظهاره ، بل كان الواجب عليه من اللّه تعالى كتمانه ، كمؤمن آل فرعون(١) ، وآل يسين(٢) ، وأمثالهما(٣) في الأُمم السابقة ، ونصوص أئمّتهم في ذلك متواترة ، بل في بعضها كونهم لاسيّما أبو طالب رضىاللهعنه ، بل عبد المطّلب أيضاً من أوصياء إبراهيم عليهالسلام بالمعنى الذي يأتي ، وقد مرّ ويأتي لا سيّما في الفصل السابق واللاحق شواهد صدق أكثر أجزاء هذا المدّعى .
ولهذا وافقهم لاسيّما في القول بالإيمان ـ كما سيأتي ـ جماعة من مخالفيهم الذين أبصروا الحقّ وميّزوا كلام أعداء عليّ عليهالسلام عن كلام غيرهم ، فإنّ أكثر أعاديهم لاسيّما بني اُميّة وأتباعهم الذين يأتي في محلّه أنّهم وضعوا الأخبار بأمر معاوية في تنقيص عليّ عليهالسلام (٤) ولفّقوا بعض الفرية ، ووضعوا بعض الأخبار في كون أبي طالب رضىاللهعنه كافراً من أهل النار(٥) ، بل أشركوا معه غيره أيضاً كعبد المطّلب رضىاللهعنه وعبد اللّه رضىاللهعنه
____________________
(١) قال السديّ ومقاتل : كان مؤمن آل فرعون ابن عمّ فرعون . وقيل : إنّه كان وليّ عهده من بعده ، وكان اسمه حبيب . وقيل : اسمه حزبيل . وقيل : كان قبطيّاً من قومه .
انظر : تفسير التبيان ٩ : ٧٢ ، مجمع البيان ٤ : ٥٢١ ، شرح الكافي للمازندرانيّ ١ : ١٦٣ .
(٢) هم آل محمّد صلوات اللّه عليهم ، كلّ من آل إليه بحسبٍ أو بقرابةٍ .
انظر : تفسير التبيان ٨ : ٥٢٥ ، مجمع البيان ٤ : ٤٥٧ .
(٣) كصنيع أصحاب الكهف وكتمان إيمانهم مع قومهم ، حتّى تمكّنوا من مطلوبهم ، وقصّتهم مشهورة وحالهم معلومة ، وككتمان آسية ـ بنت مزاحم امرأة فرعون ـ إيمانها عن فرعون وأتباعه .
(٤) انظر : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٤ : ٦٣ ـ ٧٣ .
(٥) كحديث الضحضاح : . . عن أبي عبد اللّه عليهالسلام أنّه قال : «يا يونس ، ما تقول الناس