محمّد صلىاللهعليهوآله فليضرب كلّ رجل منكم الرجل الذي إلى جانبه من سادات قريش ، فواللّه ، لا نعيش نحن ولا هم وقد قتلوا محمّداً صلىاللهعليهوآله .
فمضوا وشحذوا سكاكنيهم ، ومضى أبو طالب رضىاللهعنه في الوجه الذي أراده ومعه رهط من قومه ، وهو يقول : يا لها من عظيمة ، إن لم نواف محمّداً صلىاللهعليهوآله فوجده في أسفل مكّة قائماً يصلّي إلى جانب صخرة ـ وفي رواية : وجده على باب أُمّ هاني بنت أبي طالب حين نزل عليها من البراق في رجوعه صلىاللهعليهوآله من الإسراء ليلة المعراج(١) ـ فوقع عليه أبو طالب رضىاللهعنه وقبّله وأخذ بيده ، وقال : يابن أخي سر معي .
فأخذ بيده وجاء إلى المسجد وقريش في ناديهم جلوس عند الكعبة ، فلمّا رأوه قد جاء ويده في يد النبيّ صلىاللهعليهوآله ، قالوا : هذا أبو طالب ( رضىاللهعنه ) قد جاءكم بمحمّد ( صلىاللهعليهوآله ) إنّ له لشأناً ، فلمّا وقف عليهم ، والغضب يعرف من وجهه ، قال لعبيده : أبرزوا ما في أيديكم ، فأبرز كلّ واحد منهم ما في يده ، فلمّا رأوا السكاكين ، قالوا : ما هذا يا أبا طالب؟ قال : ما ترون إنّي طلبت محمّداً صلىاللهعليهوآله فما أراه منذ يومين فخفت أن تكونوا كدتموه ببعض شأنكم ، فأمرت هؤلاء أن يجلسوا إلى حيث ترون ، وقلت لهم : إن جئت وما محمّد معي فليضرب كلٌّ منكم صاحبه الذي إلى جنبه ولو كان هاشميّاً ، فقالوا : وهل كنت فاعلاً؟ فقال : إي وربّ هذه الكعبة ، فقال له المطعم بن عديّ بن نوفل بن عبد مناف(٢) ـ وكان من أحلافه ـ :
____________________
(١) الخرائج والجرائح ١ : ٨٥ / ١٤٠ .
(٢) كان شريفاً ذا صِيت في قريش ، وكان حسنَ البلاء في أمر الصحيفة التي كتبتها قريش على بني هاشم . ومدحه حسّان بن ثابت بقوله :