به إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وهو ساجد فألقاه عليه فملأ به ثيابه ، فانصرف النبيّ صلىاللهعليهوآله حتّى أتى عمّه أبا طالب رضىاللهعنه ، فقال : يا عمّ من أنا؟ ـ وفي رواية : «كيف ترى حسبي فيكم»(١) ـ فقال : ولِمَ يابن أخي؟ فقصّ عليه القصّة ، فقال : وأين تركتهم ؟ فقال : بالأبطح ، فنادى في قومه : يا آل عبد المطّلب ، يا آل هاشم ، يا آل عبد مناف ، فأقبلوا إليه من كلّ مكان ملبّين ، فقال : كم أنتم؟ قالوا : أربعون ، قال : خذوا سلاحكم ـ وفي رواية : «إنّه قال لحمزة : أنت خذ السَلَى(٢)(٣) ، وأخذ هو سيفه ثمّ توجّه نحو القوم بالأبطح» . وفي رواية : «أنّهم كانوا حول الكعبة»(٤) ـ فلمّا رأوه وقد سلّ سيفه جعلوا ينهضون ، فقال : واللّه ، لئن قام أحد جلّلته بسيفي ، ثمّ قال : يا محمّد ، أيّهم الفاعل بك؟ فأشار النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى ابن الزبعرى ، فدعاه أبو طالب رضىاللهعنه فوجاه حتّى أدماه ، ثمّ أمر حمزة بالسلى وفيه الفرث والدم فأمرّه على رؤوس الملأ كلّهم ـ وفي رواية : «أنّه أمرّ السَلَى على أسبلتهم حتّى أتى على آخرهم»(٥) ـ ثمّ قال : يابن أخي أرضيت؟ ـ وفي رواية : «هذا حسبك فينا»(٦) ـ ثمّ قال : سألت من أنت؟ أنت محمّد بن عبد اللّه بن عبد المطّلب ، ثمّ ذكر نسبه إلى آدم عليهالسلام ، ثمّ قال : أنت واللّه ، أشرفهم حسباً وأرفعهم
____________________
مات نحو سنة ١٥ هـ .
انظر : اُسد الغابة ٣ : ١٣٥ / ٢٩٤٤ ، والاستيعاب ٣ : ٩٠١ / ١٥٣٣ ، والأعلام للزركلي ٤ : ٨٧ .
(١) الكافي ١ : ٣٧٣ / ٣٠ (باب مولد النبيّ صلىاللهعليهوآله ووفاته) .
(٢) السَلَى كحصى : الجلدة الرقيقة الّتي يكون فيها الولد من المواشي من وجه الفَصيل ساعة يولد وإلاّ قتلته ، والجمع (أسلاء) . وفي الحديث : «إنّ المشركين جاؤا بسلى جَزورٍ وطرحوه على رسول اللّه صلىاللهعليهوآله » .
انظر : مجمع البحرين ١ : ٢٢٢ ـ سلى ـ .
(٣ـ٦) الكافي ١ : ٣٧٣ / ٣٠ (باب مولد النبيّ صلىاللهعليهوآله ووفاته) .