ممّن تقارف الذنب لم يكن مؤذيها مؤذياً له على سبيل الإطلاق والعموم ؛ ضرورة أنّ المذنب يستحقّ الذمّ ، بل الحدّ والتعزير(١) . فافهم .
وروى جماعة ، منهم : الخوارزمي في مناقبه ، وأبو صالح المؤذّن في الفضائل ، عن ابن عباس ، ومنهم : أبو سعيد الواعظ في «شرف النبيّ» عن عليٍّ عليهالسلام ، ومنهم : ابن شريح ، والحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين ، وجابر ، وغيرهم ، عن الرضا ، والصادق ، والباقر عليهمالسلام ، ومنهم : العكبري في الإبانة ، والاسفرائيني في الديانة ، وغيرهم ، قالوا جميعاً : إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «يا فاطمة ، إنّ اللّه ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك»(٢) .
وفي رواية الحسين بن زيد : أنّ المحدّثين لمّا رووا هذا الحديث دخل سندل بن جريح على الصادق عليهالسلام فقال : يا أبا عبد اللّه ، لقد حُدِّثنا بحديث استشهره الناس ـ وفي رواية أنّه قال : إنّ هؤلاء الشباب يجيئونا عنك بأحاديث منكرة ـ فقال : «وما هو ؟» .
قال : حدّثوا عنك أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال لفاطمة : «إنّ اللّه يغضب لغضبك ويرضى لرضاك» .
فقال عليهالسلام : «ألستم تروون فيما تروون أنّ اللّه يغضب لغضب عبده المؤمن ويرضى لرضاه ؟» فقال : نعم ، فقال : «فما تنكرون أن تكون ابنة رسول اللّه صلىاللهعليهوآله مؤمنة يرضى اللّه لها ويغضب لها ؟» قال : صدقت ، اللّه أعلم
____________________
(١) مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ٣ : ٣٨٠ ، بحار الأنوار ٤٣ : ٣٩ / ٤١ بتفاوت فيهما .
(٢) وجدناه في كتاب مقتل الحسين عليهالسلام للخوارزمي : ٥٢ ، المناقب لابن المغازلي : ٣٥١ / ٤٠١ ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٤٦ / ١٧٦ ، ذخائر العقبى : ٨٢ ، مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ٣ : ٣٧٢ ـ ٣٧٣ .