مشاهير علماء القوم ، وحفّاظ حديثهم ، كأحمد بن حنبل ، والخوارزمي ، والبغويّ ، والواقديّ ، والسديّ ، وأبي نعيم ، والسيوطيّ ، وأمثالهم ، حتّى في كتاب الجمع بين الصحاح الستّة وغيره من الصحاح موافقة لأزيد من مائتي حديث في كتب الشيعة مرويّة من رُواة المخالف والمؤالف عن جماعة من أئمّة أهل البيت عليهمالسلام والصحابة والأزواج ؟ كما سيأتي كثير منها في الفصل الحادي عشر فضلاً عن غيرها ، إلاّ أنّ هذا الرجل حيث أراد التمحّل تعصّباً في ادّعاء الشيعة كون الحجّة بن الحسن هو المهديّ ، لهج بما لهج وأعمى اللّه قلبه عن إدراك أنّ هذا أمرٌ واضحٌ لا يثمر إنكاره إلاّ فضيحة صاحبه ، كيف لا ، وقد قال هو بصحّة رواية كونه من ولد الحسن مع أنّها خبر واحد معارض لما هو أكثر طرقاً ، وأقوى متناً ، وأصرح دلالةً ، قابل لمحامل عديدة .
منها : توهّم بعض النُّسّاخ أو الرُّواة لفظة الحسين بالحسن ، كما وقع في كثير من المواضع .
ومنها : كونه من تحريفات أتباع محمّد بن عبد اللّه بن الحسن .
وممّا يدلّ على تحقّق أحد هذين : أنّ الحديث الذي ذكره أبو داود(١) بلفظة الحسن ، هو بعينه ما ذكره في الجمع بين الصحاح الستّة وغيره بلفظة الحسين ، كما سيأتي في الفصل الحادي عشر .
ومنها : التأويل بكونه جدّاً أُمّيّاً ، كما أنّه كذلك الحجّة ابن الحسن حيث كانت أُمّ الباقر عليهالسلام بنت الحسن عليهالسلام ، ويشهد له ما سيأتي في الفصل المذكور من قول النبيّ صلىاللهعليهوآله لفاطمة عليهاالسلام : إنّ المهديّ منهما ، يعني : الحسنين عليهماالسلام ، ومن تصريحه صلىاللهعليهوآله بأنّه من صلب الحسين عليهالسلام في جُلّ الأخبار ، حتّى إنّه ورد استدلاله صلىاللهعليهوآله بآية من القرآن في بعض الأخبار ،
____________________
(١) انظر : ص ١٤٥ .