على أنّه ليس من صلب الحسن ومن أعقابه ، بل إنّه من عقب الحسين عليهالسلام ؛ ولهذا لم يختلف في ذلك أحد من الإماميّة ، ولا أحدٌ من أصحاب الأئمّة الإثني عشر سماعاً من جميع أئمّتهم كافّة ، كما هو مسطور في جميع كتبهم ، بل وافقهم في ذلك أيضاً كثير من الصحابة وعامّة المحدّثين من علماء العامّة ، كما يظهر من الروايات التي هُم من رُواتها وإن أنكر بعضهم تولّده وتعيين شخصه . وسيأتي كثير منها في الفصل الحادي عشر ، بل في غيره أيضاً .
ثمّ ما أفاده هذا الرجل بزعمه من السرّ في كونه من ولد الحسن ، فإنّ السرّ الذي في كونه من صلب الحسين عليهالسلام أظهر ، كما هو صريح أخبار عديدة عن النبيّ صلىاللهعليهوآله والأئمّة عليهمالسلام .
منها : ما ورد في تفسير قوله تعالى : (وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا)(١) الآية ، من أنّ تأويله الحسين عليهالسلام (٢) ؛ فإنّه حيث قُتل في سبيل اللّه وترويج دين جدّه مظلوماً جعل اللّه القائم المهديّ عليهالسلام من نسله ؛ حتّى ينتقم له من أعدائه ويأخذ بثأره من بقيّة بني أُميّة وأتباعهم .
ومنها : ما رواه الحاكم من طرق عديدة ـ كما اعترف به ابن حجر(٣) أيضاً ـ : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «قال لي جبرئيل : قال اللّه تعالى : إنّي قتلت بدم يحيى بن زكريّا سبعين ألفاً ، وإنّي قاتل بدم الحسين بن عليّ عليهماالسلام سبعين ألفاً»(٤) .
____________________
(١) سورة الإسراء ١٧ : ٣٣ .
(٢) تفسير العيّاشي ٣ : ٤٩ / ٢٥٠٩ و٢٥١١ ، الكافي ٨ : ٢٥٥ / ٣٦٤ .
(٣) الصواعق المحرقة : ٣٠٢ .
(٤) المستدرك للحاكم ٢ : ٢٩٠ ، و٣ : ١٧٨ ، وفي الحديث زيادة : «وسبعين ألفاً» .