هذا ، مع تحقّق ذلك السرّ أيضاً حيث جعله اللّه من ولد الحسن عليهالسلام أيضاً .
ومن العجائب أنّ هذا الرجل الغافل عن الحقّ نقل بعضَ ما سيأتي في المبحث الثاني من الفصل الحادي عشر من الأخبار في كون المهديّ عليهالسلام من ولد العبّاس ، ثمّ أوّل ذلك ـ بعد ذكره صريحاً قدح بعض علمائهم فيه ـ بأن يكون المراد أنّ للعبّاس فيه ولادة ، ثمّ قال : فلا ينافي ما ورد من كونه من ذرّيّة النبيّ صلىاللهعليهوآله . ثمّ قال : وللعبّاس ولادة في الحسن والحسين عليهماالسلام . ولم يدرك أنّ مثل هذا التوجيه في الحسن أولى وأنسب وأظهر كما هو واضح حتّى لم يصر محتاجاً إلى القدح في حديث الحسين عليهالسلام ، ولا أقلّ كان يقول : ذلك في الحسين عليهالسلام؛ لأنّه وإنْ كان خلافَ الواقع إلاّ أنّه أقلّ قباحة من حكمه بكون حديثه واهياً ، على أنّ الظاهر أنّ مراده بقوله : وللعبّاس ولادة في الحسن والحسين عليهماالسلام، ارتضاعهما من لبن أُمّ الفضل زوجة العبّاس ، وقد مرّ في أحوال الحسين عليهالسلام أنّها أرضعته فقط دون الحسن عليهالسلام ، فيلزمه حينئذٍ أن يقول بكون المهديّ من ولد الحسين عليهالسلام وصلبه ، فتأمّل حتّى يظهر لك بطلان ما قاله أيضاً من أنّ من ادّعى الإجماع على كون المهديّ من ولد الحسين عليهالسلام محض حدس وتخمين ؛ لأنّ مراد من قال ذلك ما بيّنّا ثبوته من اتّفاق الإماميّة على طبق اتّفاق أئمّتهم ، وتصريح جماعة من الصحابة والتابعين مع شذوذ المصرّح منهم بخلافه ، بل إنّ صحّة مخالفة صحابيّ في ذلك غير مسلّمة .
ثمّ اعلم أنّ سائر ما ذكرناه عنه من تشبّثاته في ردّ قول الإماميّة بأنّ المهديّ هو الحجّة ، كلّها سخيفة واهية واضحة البطلان عند التأمّل فيما بيّنّاه