آنفاً .
وذلك ؛ لأنّ أوّلاً قوله : إذ ممّا يرد عليهم ما صحّ أنّ اسم أبي المهديّ يوافق اسم أبي النبيّ صلىاللهعليهوآله واسم والد الحجّة لا يوافق اسم والد النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ظاهرٌ جوابه :
أمّا أوّلاً : فلمنع الصحّة ؛ لما سيظهر في المبحث الثاني من الفصل الحادي عشر من احتمال كونه من زيادة الزيديّة أو العبّاسيّة بقرينة خلوّ كثير من الأخبار عن ذلك ، حتّى أنّ في بعضها بدل هذه قوله صلىاللهعليهوآله : «و كنيته كنيتي» ، ولم يذكره هذان الفريقان ، فلا أقلّ من سقوط الاحتجاج به .
وقد صرّح الكنجيّ الشافعيّ بأنّ الترمذيّ وأبا داود ذكرا في صحيحهما الحديث ، وليس فيه لفظة : اسم أبيه اسم أبي(١) .
وأمّا ثانياً : فلجواز كون المراد بالاسم هنا الكنية تجوّزاً ، فإنّ كنية والد الحجّة ووالد النبيّ صلىاللهعليهوآله كانت أبا محمّد ، وليس هذا التجوّز بأبعد ممّا ذكره هذا الرجل في توجيه كون المهديّ من ولد العباس من أنّ ذلك لارتضاع جدّه من أُمّ الفضل .
وقد روى البخاري ومسلم في صحيحهما عن سهل بن سعد الساعدي : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله سمّى عليّاً أبا تراب ، ولم يكن له اسم أحبّ إليه منه(٢) ، فأطلق على الكنية لفظة الاسم ، على أنّ هذا الإطلاق شائع في كلام الفصحاء ، كما صرّح به جماعة(٣) .
____________________
(١) سنن أبي داود ٤ : ١٠٦ ـ ١٠٧ / ٤٢٨٢ ، سنن الترمذي ٤ : ٥٠٥ / ٢٢٣٠ و٢٢٣١ ، كفاية الطالب : ٤٨٣ .
(٢) صحيح البخاري ٥ : ٢٣ ، صحيح مسلم ٤ : ١٨٧٤ / ٢٤٠٩ .
(٣) انظر : تهذيب اللغة ١٠ : ٣٧٤ ، مجمع البحرين ١ : ٣٦٣ ، لسان العرب ١٥ : ٢٣٣ ـ مادة كنى ـ .