ودفع إلَيَّ ستّين ديناراً ، وأمرني بابتياع جارية وصفها لي ، فمضيتُ فعملتُ بما أمرني به ، فكانت تلك الجارية أُمّ أبي الحسن عليهالسلام (١) .
وروى محمّد بن الفرج ، وعليّ بن مهزيار(٢) جميعاً عن أبي الحسن الهادي عليهالسلام ، أنّه قال : «أُمّي عارفة بحقّي ، وهي من أهل الجنّة ، لا يقربها شيطان مارد ، ولا ينالها كيد جبّار عنيد ، وهي مكلؤة بعين اللّه التي لا تنام ، ولا تتخلّف عن أُمّهات الصدّيقين والصالحين»(٣) .
وانتقلت الإمامة إليه وهو ابن ثمان سنين على القول الأوّل ، وستّ على الثاني . وكنيته المشهورة : أبو الحسن . وألقابه : النقيّ ، والهادي ، والعسكري .
واتّفق الجميع على أنّه قُبض في سنة أربع وخمسين ومائتين في شهر رجب على قول ، وفي أواخر جمادى الأُخرى على قول(٤) ، وله إحدى وأربعون سنة وستّة أشهر على القول الأوّل في مولده ، وأربعون سنة على القول الآخر .
وكان المتوكّل أشخصه مع يحيى بن هرثمة بن أعين من المدينة إلى
____________________
(١) إثبات الوصيّة : ١٩٣ ، دلائل الإمامة : ٤١٠ / ٣٦٨ ، الدرّ النظيم : ٧٢١ .
(٢) هو عليّ بن مهزيار الأهوازيّ ، يكنّى أبا الحسن ، دَورقيّ الأصل ، كان جليلَ القدر واسع الروايّة ، له ثلاث وثلاثون كتاباً وهو من أصحاب الرضا والجواد والهادي عليهمالسلام ، وقد وردت في مدحه عدّة روايات .
انظر : رجال النجاشي : ٢٥٣ / ٦٦٤ ، رجال الطوسي : ٣٦٠ / ٥٣٣٦ ، و٣٧٦ / ٥٥٦٨ و٣٨٨ / ٥٧٠٦ ، الفهرست : ١٥٢ / ٣٧٩ ، رجال ابن داود : ١٤٢ / ١٠٩١ ، الخلاصة : ١٧٥ / ٥١٧ ، تنقيح المقال ٢ : ٣١٠ / ٨٥٣٤ .
(٣) إثبات الوصيّة : ١٩٣ ، دلائل الإمامة : ٤١٠ / ٣٦٩ ، الدرّ النظيم : ٧٢١ .
(٤) الكافي ١ : ٤١٦ ، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ٤ : ٤٣٣ ، بحار الأنوار ٥٠ : ١١٤ .