لهما : ما فيه؟ فقالا : ما تقول في رجلٍ يصوم النهار ويقوم الليل كلّه ولا يتكلّم ولا يتشاغل (بغير العبادة)(١) وإذا نظرنا إليه ارتعدَتْ فرائصُنا ويُداخِلُنا ما لا نملكه من أنفُسنا ، فلمّا سمع الجماعة (منه ذلك)(٢) انصرفوا خائبين(٣) .
وروى أبو هاشم الجعفري ، قال : كنتُ في الحبس مع جماعة عند صالح بن وصيف ، فحُبِسَ أبو محمّد عليهالسلام وأخوه جعفر معنا أيضاً فخفّفنا له ، وقبّلت وجه الحسن وأجلسته على مضربةٍ كانت تحتي ، وجلس جعفر قريباً منه [...] ، وكان في الحبس معنا رجل جمحي يقول : إنّه علويّ ، فالتفت أبو محمّد عليهالسلام إلينا وقال : «لولا أنّ فيكم من ليس منكم ، لأعلمتكم متـى يفرّج اللّه عنكم» وأومأ إلى ذلك الرجل ، فخرج الرجل ، فقال أبو محمّد عليهالسلام : «هذا الرجل ليس منكم فاحذروه ، وإنّ في ثيابه قصّة قد كتبها إلى السلطان يخبره بما تقولون فيه» فقام بعضنا ففتّش ثيابه ، فوجد فيها القصّة ، قد ذَكَرَنا فيها بكلّ عظيمة ، ويُعلمه أنّنا نريد ننقب ونهرب(٤) .
قال أبو هاشم : وكان أبو محمّد عليهالسلام يصوم فإذا أفطر أكلنا معه ما كان
____________________
(١) ما بين القوسين لم يرد في «س» و«ن» و«م» ، وما أثبتناه من «ل» وبعض المصادر .
(٢) ما بين القوسين لم يرد في «م» .
(٣) الكافي ١ : ٤٢٩ / ٢٣ (باب مَوْلد أبي محمّد الحسن بن عليّ عليهماالسلام ) ، الإرشاد للمفيد ٢ : ٣٣٤ ، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ٤ : ٤٦٢ ، روضة الواعظين : ٢٤٨ ، إعلام الورى ٢ : ١٥٠ ، كشف الغمّة ٢ : ٤١٤ ، بحار الأنوار ٥٠ : ٣٠٨ / ٦ .
(٤) الخرائج والجرائح ٢ : ٦٨٢ / ١ ، كشف الغمة ٢ : ٤٣٢ ، إعلام الورى ٢ : ١٤١ ، الثاقب في المناقب : ٥٧٧ / ٥٢٦ ، الدرّ النظيم : ٧٤٢ ـ ٧٤٣ ، بحار الأنوار ٥٠ : ٢٥٤ / ١٠ ، الفصول المهمّة لابن الصبّاغ : ٢٨٦ .