وفي رواية محمّد ، قالت : فوثبت إليها فقلّبتها ظهراً لبطن فلم أر بها أثرَ حبلٍ ، فعدت إليه فأخبرته بما فعلت ، فتبسّم ثمّ قال لي : «إذا كان وقت الفجر يظهر لك منها أثر الحبل ؛ لأنّ مَثَلها مَثَل أُمّ موسى لم يظهر بها الحبل ، ولم يعلم بها أحدٌ إلى وقت ولادتها ؛ لأنّ فرعون كان يشقّ بطون الحبالى في طلب موسى عليهالسلام وهذا نظير موسى عليهالسلام » .
ثمّ فيهما : قالت حكيمة : فلمّا صلّيت العشاء أفطرت وأخذت مضجعي فرقدت ولم أزل أرقبها ، فلمّا أن كان في جوف الليل قمتُ إلى الصلاة ففرغت منها وهي نائمة لا تقلب جنباً عن جنب ، ثمّ قامت فصلّت ونامت وإنّي مضطجعة أترقّب فدخلني الشكّ ، فصاح بي أبو محمّد عليهالسلام من المجلس فقال : «لا تعجلي يا عمّة ، فإنّ الأمر قد قرب» ، فجلست وقرأت ألآمآ السجدة ، ويسآ ، فبينما أنا كذلك إذ قرب طلوع الفجر ، فوثبت فزعةً فوثبت إليها فضممتها إلى صدري ، فقلت : اسم اللّه عليك ، فصاح أبو محمّد عليهالسلام وقال : «أقرئي [ عليها ](١) (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)» ، فأقبلتُ أقرأ عليها وقلت لها : ما حالك ؟
قالت : ظهر الأمر الذي أخبرك به سيّدي ، فقلت لها : اجمعي نفسكِ واجمعي قلبكِ.
وفي رواية محمّد : فأقبلت أقرأ عليها كما أمرني ، فأجابني الجنين من بطنها ، يقرأ مثل ما أقرأ ، وسلّم علَيَّ . ففزعت لمّا سمعت ، فصاح بي أبو محمّد عليهالسلام وقال : «لا تعجبي يا عمّة من أمر اللّه بأن ينطقنا صغاراً بالحكمة ، ويجعلنا حجّةً في أرضه كباراً» فلم يستتمّ الكلام حتّى غيبت عنّي نرجس فلم أرها كأنّه ضُرب بيني وبينها حجاب ، فعدوت نحو أبي
____________________
(١) إضافة من المصدر .