به» فذهبت به إليها فسلّم عليها فرددته ، ووضعته في المجلس ، فلمّا أصبحتُ جئتُ لأُسلّم على أبي محمّد عليهالسلام وكشفت الستر لأتفقّد سيّدي فلم أره ، فقلت : جعلت فِداك ، ما فعل سيّدي؟ فقال : «يا عمّة ، استودعناه الذي استودعته أُمّ موسى [ موسى ](١) عليهالسلام .
ثمّ قال لي : «يا عمّة ، إذا كان يوم السابع فأتينا» .
قالت حكيمة : فجئت إليه في اليوم السابع فسلّمت وجلست فقال : «هلمّي إلَيَّ ابني» ، فجئت به وهو في الخرقة ، ففعل به كفعله الأوّل ، ثمّ أدلى لسانه في فيه كأنّه يُغذّيه لبناً وعسلاً ، ثمّ قال : «تكلّم يا بُنيّ» فقال مثل ما قال في الأوّل ، ثمّ تلا قوله تعالى : (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ ـ إلى قوله ـ مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ)(٢) .
هذا آخر ما رواه موسى عنها ، ثمّ قال : وسألت بعد ذلك عقبة الخادم عن هذه القصّة ، فقالت : صدقت حكيمة .
وفي رواية محمّد أنّها قالت : فتناوله الحسن عليهالسلام والطيور ترفرف على رأسه ، فصاح بطير فقال له : «احمله واحفظه وردّه إلينا في كلّ أربعين يوماً» ، فتناوله الطير وطار به في جوّ السماء وأتبعته بقيّة الطيور ، فسمعت أبا محمّد عليهالسلام يقول : «أستودعك اللّه الذي أودعته أُمّ موسى [موسى] (٣) عليهالسلام » فبكت نرجس ، فقال لها : «اسكتي ، فإنّ الرضاع محرّم عليه إلاّ من ثديكِ ، وسيعاد إليكِ كما ردّ موسى عليهالسلام إلى أُمّه» .
قالت حكيمة : قلت له : وما هذا الطير؟
____________________
(١) إضافة من المصدر .
(٢) سورة القصص ٢٨ : ٥ و٦ .
(٣) إضافة من المصدر .