وسيأتي في الختام نبذ من حكاية زفافها ، ولنذكر نبذاً من عظم شأنها عند اللّه يوم القيامة وفي الجنّة .
في كتاب المناقب : عن عمر بن الخطّاب قال : قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «فاطمة وعليّ والحسن والحسين عليهمالسلام في حظيرة القدس في قبّة بيضاء ، سقفها عرش الرحمان»(١) .
وروى أبو صالح المؤذّن في أربعينه بإسناده عن شعبة ، عن ابن مرّة ، عن إبراهيم ، عن مسروق ، عن ابن مسعود ، قال : سمعت رسول اللّه صلىاللهعليهوآله يقول : «إنّ اللّه تعالى أمرني أن أُزوّج فاطمة من عليّ عليهماالسلام ففعلت ، فقال لي جبرئيل : إنّ اللّه تعالى بنى جنّةً من لؤلؤة ، بين كلّ قصبة إلى قصبة لؤلؤة من ياقوت مشذّرة بالذهب ، وجعل سقوفها زبرجداً أخضر ، وجعل فيها طاقات من لؤلؤ مكلّلة بالياقوت ، ثمّ جعل فيها غرفاً ، لبنة من ذهب ، ولبنة من فضّة ، ولبنة من درّ ، ولبنة من ياقوت ، ولبنة من زبرجد ، ثمّ جعل فيها عيوناً تنبع من نواحيها وحفّت بالأنهار ، وجعل على الأنهار قباباً من درّ قد شعبت بسلاسل الذهب ، وحفّت بأنواع الشجر ، وبنى في كلّ غصن قبّة ، وجعل في كلّ قبّة أريكة من درّة بيضاء ، غشاؤها السندس والإستبرق ، وفرش أرضها بالزعفران ، وفتق بالمسك والعنبر ، وجعل في كلّ قبّة حوراء ، والقبّة لها مائة باب على كلّ باب جاريتان وشجرتان ، وفي كلّ قبّة مفرش وكتاب مكتوب حول القباب آية الكرسيّ .
فقلت : يا جبرئيل ، لمن بنى اللّه هذه الجنّة؟
قال : بناها لعليّ بن أبي طالب وفاطمة ابنتك سوى جنانهما تحفة
____________________
(١) المناقب للخوارزمي : ٣٠٢ / ٢٩٨ .