وهو منع الإمام الناس عن رعي كلأ ما حماه في الأرض المباحة ليختص به دونهم ، كما حمى النبي عليهالسلام النقيع. وللإمام أن يحمي لنفسه ، ولنعم الصدقة والضوال ، وليس لغيره ذلك.
ولا يجوز نقض ما حماه الإمام ولا تغييره ، ومن أحيى منه شيئاً لم
______________________________________________________
قوله : ( وهو منع الناس عن رعي كلأ ما حماه في الأرض المباحة ليختص به دونهم ).
الرعي بفتح الراء مصدر ، ولا ريب أن الحمى وقع من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والإمام عندنا بمنزلته.
قوله : ( كما حمى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم النقيع ).
بالنون : موضع قريب من المدينة كان يستنقع فيه الماء ، أي : يجتمع ، وفيه أول جمعة جمعت في الإسلام بالمدينة في نقيع الخضمات. وفي حواشي الشهيد : النقيع هو ليس بالواسع في قبلة المدينة الشريفة صلوات الله على مشرفها وكان شجر سمي الغريز. وفي الأثر أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم حمى غرز النقيع (١). وسمي نقيعاً باستنقاع الماء فيه والغرز. قال الجوهري : الغرز نبت من الثمام لا ورق له (٢).
قوله : ( وللإمام أن يحمي لنفسه ولنعم الصدقة والضوال ، وليس لغيره ذلك ).
لأن الكلأ مشترك بين الناس فلا يختص به أحد ، والإمام خرج للدليل ، ولأن الضرورة تدعو إلى ذلك لنعم الصدقة وغيرها.
قوله : ( ولا يجوز نقض ما حواه الإمام ولا تغيره ، ومن أحيى منه
__________________
(١) سنن البيهقي ٦ : ١٤٦.
(٢) لم نعثر عليه في الصحاح ، وفي القاموس المحيط ( غرز ) ٤ : ١٨٤ : والغرز ، محركة : ضرب من الثمام ، ونباته كنبات الإذخر من شر المرعى.