ثمرها ، وهي مفاعلة من السقي ، وسميت به لأن أكثر حاجة أهل الحجاز إليه لأنهم يسقون من الآبار.
وهي عقد لازم من الطرفين ، ولا بد فيه من إيجاب دال على
______________________________________________________
قوله : ( وهي مفاعلة من السقي ، وسميت به ، لأن أكثر حاجة أهل الحجاز إليه ، لأنهم يسقون من الآبار ).
هذا هو المعنى اللغوي ، وقوله : ( وسميت به ) إشارة إلى علاقة النقل ، ومناسبته التي هي بين المعنى المنقول إليه والمنقول عنه. أي : لما كان الأمر الذي تشتد إليه حاجة أهل الحجاز ، وهم الذين كان وضع هذه المعاملة وشرعيتها عندهم هو السقي ، لأنهم يسقون من الآبار سمّوا هذه المعاملة باسم مأخوذ من السقي ، لأن بقية الأعمال التي يقوم بها العامل من إصلاح الثمرة ، والتلقيح ، ونحوهما كالتابع بالنسبة إلى السقي ، لأنه الركن الأعظم.
قوله : ( وهي عقد لازم من الطرفين ).
إجماعا ، ولأنه الأصل ، لظاهر قوله تعالى ( أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ) (١) ، وقوله عليهالسلام : « المؤمنون عند شروطهم » (٢) فيجب فيه ما يجب في سائر العقود اللازمة من التلفظ بالعربية ، ووقوع القبول على وفق الإيجاب على الفور ، وغير ذلك مما بيّن غير مرة. وليس لأحدهما فسخه بغير مقتض ، إلا بالتقايل والتراضي.
قوله : ( ولا بد فيه من إيجاب دال على المقصود بلفظ المساقاة
__________________
(١) المائدة : ١.
(٢) التهذيب ٧ : ٣٧١ حديث ١٥٠٣ ، الاستبصار ٣ : ٢٣٢ حديث ٨٣٥ ، عوالي اللآلي ٣ : ٢١٧ حديث ٧٧.