شرب من هذا النهر أو لا. وكذا البحث في الدولاب له أن يسقي بنصيبه ما شاء. ولكل واحد أن يتصرف في ساقيته المختصة به بمهما شاء ، من إجراء غير هذا الماء ، أو عمل رحى ، أو دولاب ، أو عبارة ، أو غير ذلك ، وليس له ذلك في المشترك.
______________________________________________________
سواء كان له شرب من هذا النهر أو لا ).
الضمير في قوله : ( سواء كان له ) يعود إلى ( ما ) ، أي : سواء كان ما يساقيه من هذه الساقية له شرب من هذا النهر أو لا.
ولا يجوز أن يعود الضمير إلى قوله : ( إنسان ) وإلا لفسد المعنى. وإنما كان له ذلك ، لأن هذا خالص ملكه يصنع به ما شاء ، خلافاً لبعض الشافعية (١) ، بخلاف ما لو كان النهر مباحاً وأمكنه القسمة بين أرباب المزارع من الجانبين للتساوي في الاستحقاق ، فإنه ليس لأحدهم أن يسقي بقسمة غير ما له استحقاق الشرب من هذا النهر بدون رضى الباقي ، حذراً من حصول الشبهة بمرور الأيام ، ولم أقف على تصريح به.
قوله : ( وكذا البحث في الدولاب ، له أن يسقي بنصيبه ما شاء ).
بقرينة معلومة مما سبق.
قوله : ( فلكل واحد أن يتصرف في ساقيته المختصة به بمهما شاء من إجراء غير هذا الماء ، أو عمل رحى ، أو دولاب ، أو عبارة ، أو غير ذلك ).
بقرينة ما سبق ، والعبّارة خشبة تمتد على طرفي النهر يعبر الماء فيها ، ولو قال : ولكل واحد ، بالواو لكان أولى.
قوله : ( وليس له ذلك في المشترك ).
__________________
(١) انظر : مغني المحتاج ٣ : ٣٧٥ ، والمجموع ١٥ : ٢٤٨.