ولو أحب الأجير أن يستفضل بعض طعامه منع منه إن كان قدر كفايته ، ويخشى الضعف عن العمل ، أو اللين معه.
______________________________________________________
يتوهم كونه من جملة النفقة بالإضافة إلى المريض.
قوله : ( ولو أحب المريض أن يستفضل بعض طعامه منع منه إن كان قدر كفايته ، ويخشى الضعف عن العمل أو اللين معه ).
قد يقال : إذا كان الطعام قدر الكفاية ، فمتى استفضل منه شيئاً أثر الضعف عن العمل ، فيكون قوله : ( ويخشى الضعف عن العمل ) مستدركاً.
ويجاب : بأن المراد قدر كفايته عادة ، وحينئذ فقد لا يؤثر ترك بعضه ضعفاً في بعض الأحوال لعارض.
واعلم أن المنقول عن فخر الدين : إن اللين بالياء المثناة تحت وهو في معنى الضعف ، لأن المراد به الفتور عن العمل ، والضمير في ( معه ) يعود إلى المصدر في ( يستفضل ) أي : مع الاستفضال (١) ، لكن يرد عليه أن اللين حينئذ مستدرك لإغناء الضعف عنه.
والذي يقتضيه كلام غير القواعد على ما ذكره شيخنا الشهيد في بعض حواشيه : أن اللبن بالباء الموحدة ، وذلك إذا استأجر الظئر وشرط لها النفقة ، وأرادت أن تستفضل من طعامها فإنها تمنع منه إذا خشي من ذلك قلة اللبن.
وذكر أنه وجد في مقروءة على المصنف تحت اللبن : إذا كانت مرضعة ، وهذا وإن كان معنى صحيحاً إلا أن تأدية العبارة إياه لا يخلو من تعسف ، لأن اللبن معطوف على العمل فيصير التقدير : يخشى الضعف عن العمل ( أو يخشى الضعف عن اللبن ) (٢) وفيه ما لا يخفى.
__________________
(١) نقله عنه العاملي في مفتاح الكرامة ٧ : ٩٨.
(٢) لم ترد في « ك ».