وبعلومه ، وأفكاره ، والإشارة إليه.
ولأجل ذلك نرى ابن النديم ( م ٣٨٩ ) لم يترجمه في فهرسته ، وفي الوقت نفسه ترجم الشيخَ الأشعري ( م ٣٣ هـ ) ، والامام الطحاوي شيخ الأحناف في مصر ( م ٣٢١ هـ ) مؤلّف « عقائد الطحاوي » المسمى ببيان السنّة والجماعة الذي اعتنى به عدّة من الأعلام بالشرح والتعليق.
هذا وقد أهمله جمع من المتأخّرين ، فلم يترجمه أحمد بن محمد بن خلكان ( م ٦٨١ هـ ) في « وفيات الأعيان » مع أنّه ترجم للطحاوي ، ولا صلاح الدين الصفدي ( م ٧٦٤ هـ ) في « الوافي بالوفيات » ، ولا محمد بن شاكر الكتبي ( م ٧٦٤ هـ ) في « فوات الوفيات » ، ولا تقي الدين محمد بن رافع السّلامي ( م ٧٧٤ هـ ) في « الوفيات » ، ولم يذكره ابن خلدون ( م ٨٠٨ ) في مقدمته في الفصل الذي خصّه بعلم الكلام ، ولا جلال الدين السيوطي ( م ٩١١ هـ ) في « طبقات المفسرين » مع كونه أحد المفسرين في أوائل القرن الرابع ، إلى غير ذلك من المعنيّين بتراجم الأعيان والشخصيات ، ولم تصل أيديهم إليه ، وإلى كتبه ، ونشاطاته العلمية ، ونضالاته مع خصوم أهل السنّة.
حتى إنّ من ذكره وعنونه ، لم يذكر سوى عدة كليات في حقه ، لا تلقي ضوءاً على حياته ، ولا تبيّن شيئاً من خصوصياته ، هذا والمعلومات التي وصلت إلينا بعد الفحص عن مظانّها عبارة عن الاُمور التالية :
اتّفق المترجمون له على أنّه توفّي عام ( م ٣٣٣ هـ ) ، ولم يعيّنوا ميلاده ، ولكن نتمكّن من تعيينه على وجه التقريب من جانب مشايخه الّذين تخرّج عليهم في الحديث ، والفقه ، والكلام ، فإنّ أحد مشايخه كما سيوافيك ، هو نصير بن يحيى البلخي ( المتوفّى عام ٢٦٨ هـ ) فلو تلقّى عنه العلم وهو ابن عشرين يكون هو من مواليد عام ( ٢٤٨ هـ ) ، أو ما يقاربه ، فيكون أكبر سنّاً من الأشعري بسنين تزيد على عشر.