الخير من الله والشرّ من العبد.
وهناك وجه آخر لتسميتهم بالثنويّة ، أو المجوسيّة ، وهو أنّ المعتزلة قالت باستقلال الإنسان في ايجاد فعله ، بل نقل عن بعضهم القول بحاجة الموجود في حدوثه إلى الواجب دون بقائه واستمراره ، فصيّروا الإنسان كأنّه مستقلّ فى فعله ، بل صيّروا الممكنات كواجب غنىّ عن العلّة في بقائه واستمراره ، دون حدوثه.
ولكنّ النسبة غير صحيحة ، إلاّ إلى بعض المتأخّرين من المعتزلة ، ولم يظهر لنا أنّ المتقدّمين منهم كانوا على هذا الرأي.
٦ ـ الوعيديّة : وإنّما اُطلقت عليهم هذه الكلمة لقولهم بالوعد والوعيد ، وأنّ الله صادق في وعده ، كما هو صادق في وعيده وأنّه لا يغفر الذنوب إلاّ بعد التوبة ، فلو مات بدونها يكون معذّباً قطعاً ولا يغفر له جزماً ويخلّد في النار ويعذّب عذاباً أضعف من عذاب الكافر.
٧ ـ المعطّلة : أي تعطيل ذاته سبحانه عن الصفات الذاتية ، وهذا اُلصق بالجهميّة الّذين يعدّون في الرعيل الأوّل فى نفي الصفات. وأمّا المعتزلة فلهم في الصفات مذهبان :
١ ـ القول بالنيابة ، أي خلوّ الذات عن الصفات ولكن تنوب الذات مكان الصفات في الآثار المطلوبة منها ، وقد اشتهر قولهم « خذ الغايات واترك المبادئ » ، وهذا مخالف لكتاب الله والسنّة والعقل. فإنّ النقل يدلّ بوضوح على اتّصافه سبحانه بالصفات الكماليّة ، وأمّا العقل ، فحدث عنه ولا حرج ، لأنّ الكمال يساوق الوجود وكلّما كان الوجود أعلى وأشرف يكون الكمالات فيه آكد.
٢ ـ عينيّة الصفات مع الذات واشتمالها على حقائقها. من دون أن يكون ذات وصفة ، بل الذات بلغت في الكمال إلى درجة صار نفس العلم والقدرة.
وهذا هو الظاهر من خطب الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، وتعضده البراهين