بالشورى وغيرها ، ويتفرع على ذلك أمر آخر وهو : أنّ النبي نص على خليفة بالذات عند الإمامية ، وقال الآخرون : سكت وترك الأمر شورى بين المسلمين.
قال القاضي عند البحث عن طرق الإمامة ( عند المعتزلة ) : إنها العقد والاختيار(١).
اتقضت الإمامية على أنّ الامام يجب أنّ يكون معصوماً عن الخطأ والمعصية خلافاً للمعتزلة حيث اكتفت أنه يجب أنّ يكون مبرزاً في العلم مجتهداً ذا ورع شديد ، يوثق بقوله ويؤمن منه ويعتمد عليه (٢).
قال المفيد : إنّ الئمة القائمين مقام الأنبياء في تنفيذ الاحكام ، وإقامة الحدود ، وحفظ الشرائع ، وتأديب الأنام ، معصومون كعصمة الأنبياء ، وانهم لايجوز منهم صغيرة إلأ ما قدّمت ذكر جوازه على الأنبياء ، وانه لايجوز منه سهو في شيء في الدين والاينسون شيئأ من الأحكام ، وعلى هذا مذهب سائر الإماميّة إلأمن شذّ منهم وتعلّق بظاهر روايات لها تأويلات على خلاف ظنّه الفاسد في الباب ، والمعتزلة بأسرها تخالف في ذلك ويجوّزون من الأئمّة وقوع الكبائر والردّه عن إسلام (٣).
٢٠ ـ حكم محارب الإمام علي أمير المؤمنين :
اتفقت الإمامية على أنّ الناكثين والقاسطين من أهل البصرة والشام أجمعين كفار ضلاّل ملعونون بحربهم أمير المؤمنين عليهالسلام وانّهم بذلك في النار مخلدون وأجمعيت المعتزلة سوى الغزال منهم وابن باب ، والمرجئة والحشوية من أصحاب
__________________
١ ـ القاضي عبدالجبار شرح الاُصول الخمسة : ٧٥٣.
٢ ـ نفس المصدر : ٧٥٤.
٣ ـ الشيخ المفيد : أوائل المقلات : ٣٥.