١ ـ فقال جميع الشيعة وبعض المرجئة وجمهور المعتزلة وبعض أهل السنّة : إنّ عليّاً كان هو المصيب فى حربه ، وكلّ من خالفه على خطأ. وقال واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد وأبوالهذيل وطوائف من المعتزلة :
إنّ عليّاً مصيب في قتاله مع معاوية وأهل النهروان ، ووقفوا في قتاله مع أهل الجمل ، وقالوا : إحدى الطّائفتين مخطئة ولا نعرف أيّهما هي ، وقالت الخوارج : عليّ المصيب في قتال أهل الجمل وأهل صفّين وهو مخطىء في قتاله أهل النهر (١).
ولا يخفى وجود الاختلاف بين النّقلين ، فعلى ما نقله الشهرستاني كانت الواصليّة متوقّفة في محاربي الإمام في وقعتي « الجمل وصفّين » وعلى ما نقله ابن حزم يختصّ التوقّف بمحاربيه في وقعة « الجمل » ويوافق ابن حزم عبد القاهر البغدادي ، وقال : « ثمّ إنّ واصلاً فارق السّلف ببدعة ثالثة ، وذلك أنّه وجد أهل عصره مختلفين في عليّ وأصحابه ، وفي طلحة والزبير وعائشة ، وسائر أصحاب الجمل ـ إلى ما ذكره » (٢).
ويوافقهما نقل المفيد حيث قال ما هذا خلاصته :
« اتّفقت الإماميّة والزيديّة والخوارج ، على أنّ الناكثين والقاسطين من أهل البصرة والشام كفّار ضلاّل ، ملعونون بحربهم أمير المؤمنين. وزعمت المعتزلة كلّهم أنّهم فسّاق ليسوا بكفّار ، وقطعت المعتزلة من بينهم على أنّهم لفسقهم في النار خالدون ، وزعم واصل الغزّال وعمرو بن عبيد بن باب من بين كافّة المعتزلة أنّ طلحة والزبير وعائشة ومن كان فى حربهم ، من عليّ بن أبي طالب والحسن والحسين ومحمّد ومن كان في حزبهم كعمّار بن ياسر وغيره من المهاجرين ، ووجوه الأنصار وبقايا أهل بيعة الرضوان ، كانوا في اختلافهم كالمتلاعنين وأنّ إحدى الطّائفتين فسّاق ضلاّل مستحقّون للخلود في النّار إلاّ أنّه لم يقم دليل عليها » (٣).
__________________
١ ـ الفصل في الملل والأهواء والنحل : ج ٤ ص ١٥٣.
٢ ـ الفرق بين الفرق : ص ١١٩.
٣ ـ أوائل المقالات : ص ١٠ ـ ١١.