عيب الزجاج؟ فقال على البديهة : يسرع إليه الكسر ولا يقبل الجبر » (١).
٣ ـ روي أنّه كان لا يكتب ولا يقرأ وقد حفظ القرآن والتوراة والانجيل والزبور وتفسيرها مع كثرة حفظه الأشعار والأخبار واختلاف النّاس في الفتيا (٢).
٤ ـ قال الجاحظ : « الأوائل يقولون : في كلّ ألف سنة رجل لا نظير له. فان كان ذلك صحيحاً فهو : أبو إسحاق النظّام » (٣).
ولو صحّ ما نقلناه في حقّه ، فهو يحكي عن كون المترجم له ذا نبوغ مبكر ، وذكاء وقّاد ، وقابليّة كبيرة ، ومثل هذا لو وقع تحت رعاية صحيحة وتربّى على يدي اُستاذ بارع يتجلّى نبوغه بأحسن ما يمكن وتتفجّر طاقاته لصالح الحقائق ، وإدراك الواقعيّات ، وإذا فقد مثل ذلك الاُستاذ البارع وهو على ما ذكرناه من المواهب والقابليّات انحرف انحرافاً شديداً ، وتحرّكت طاقاته في اتّجاه الجناية على الحقائق وظلم الواقعيات.
ولعلّ ما يحكى عن النظام من بعض الأفكار المنحرفة ـ إن صحّت ـ فذلك نتيجة النبوغ غير الموجّه ، والقابليّة غير الخاضعة للارشاد والهداية.
وسيوافيك بعض أفكاره غير الصّحيحة ، غير أنّ أكثر مصادرها هي كتب الأشاعرة كـ « مقالات الإسلاميين » للأشعري ، و « الفرق بين الفرق » وغيرهما من كتب الأشاعرة الّذين ينظرون إلى المعتزلة بعين العداء ومخالفي السنّة.
نعم هجوم الأشاعرة عليه ، وردّ بعض المعتزلة عليه (٤) يعرب عن شذوذ في منهجه ، وانحراف في فكره.
٥ ـ روى القاضي أنّه كان يقول عندما يجود بنفسه : « اللّهمّ إن كنت تعلم أنّي لم اُقصّر في نصرة توحيدك ولم أعتقد مذهباً إلاّ سنده التوحيد ، اللّهمّ إن كنت تعلم ذلك فاغفر لي ذنوبي وسهِّل عليّ سكرات الموت ». قال : فمات من ساعته (٥).
__________________
١ ـ المنية والأمل ، لابن المرتضى : ص ٢٩.
٢ ـ المنية والأمل ، لابن المرتضى : ص ٢٩.
٣ ـ المنية والأمل ، لابن المرتضى : ص ٢٩.
٤ ـ لاحظ الفرق بين الفرق ص ١٣٢ ترى ردود المعتزلة عليه. فقد ذكر أنّ لأبي الهذيل والجبائي والاسكافي وجعفر بن حرب ردوداً عليه.
٥ ـ فضل الاعتزال للقاضي : ص ٢٦٤ ـ المنية والأمل ص ٢٩ ـ ٣٠.