أبوالقاسم عليّ بن الحسين الموسوي. أخذ عن قاضي القضاة عند انصرافه من الحج ، إلى غير ذلك من تلاميذه (١).
وقال الرضي في « شرح المجازات النبويّة » عند البحث عن حديث الرؤية : « ترون ربّكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر » قال : « وممّا علّقته عن قاضي القضاة أبي الحسن عبد الجبّار بن أحمد عند بلوغي في القراءة عليه إلى الكلام في الرؤية أنّ من شروط قبول خبر الواحد أن يكون راويه عدلاً ، وراوي هذا الخبر : قيس بن أبي حازم عن جرير ابن عبدالله البجلي ، وكان منحرفاً عن أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام ويقال إنّه كان من الخوارج ، وذلك يقدح في عدالته ويوجب تهمته في روايته ، وأيضاً فقد كان رمي في عقله قبل موته وكان مع ذلك يكثر الرواية ، فلا يعلم هل روى هذا الخبر في الحال الّتي كان فيها سالم التمييز أو في الحال الّتي كان فيها فاسد المعقول ، وكلّ ذلك يمنع من قبول خبره ، وبوجب إطراحه. ثمّ قال : وأقول أنا : ومن شرط قبول خبر الواحد أيضاً مع ما ذكره قاضي القضاة من اعتبار كون راويه عدلاً ، أن يعرى الخبر المرويّ من نكير السّلف ، وقد نقل نكير جماعة من السّلف على راوي هذا الخبر. منهم العرباض بن سارية السلمي وهو من مختصّي الصّحابة ، روى عنه أنّه قال : من قال : إنّ محمّداً رأى ربّه فقد كذب. وروى أيضاً عن بعض أزواج النبيّ ـ عليه الصلاة والسلام ـ أنّها قالت : من زعم أنّ محمّداً رأى ربّه فقد أعظم الفرية على الله.
وقالت ذلك عند ذهاب بعض الناس إلى أنّ قوله تعالى ( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى ) إنّما اُريد بها رؤية الله سبحانه لا رؤية جبرائيل كما يقوله أهل العدل. وأيضاً ففي هذا الخبر كاف التّشبيه ، لأنّه قال : « ترونه كما ترون القمر » الّذي هو في جهة مخصوصة وعلى صفة معلومة. وإذا كان الأمر كما قلنا لم يكن للخبر ظاهر واحتجنا إلى تأويله كما احتجنا إلى ذلك في غيره » (٢).
__________________
١ ـ المنية والأمل : ص ٦٩ ـ ٧١.
٢ ـ المجازات النبوية تحقيق طه محمد ص ٤٨ ـ ٤٩.