أصحاب أبي موسى ويعبث بهم ويؤذيهم ، فشكوا إلى أبي موسى فقال : تعهّدوا إلى أن يصير إلى مجلسي ، فلمّا صار إلى مجلسه وسمع كلامه ووعظه مرّ ( ظ خرج ) حتى دخل الماء عارياً من ثيابه ، وبعث إلى أبي موسى أن يبعث له ثياباً ليلبسها ففعل ، ثمّ لزمه فخرج في العلم ما عرف به.
وكان أبو الوليد بشر بن وليد بن خالد الكندي قاضياً على مدينة للخليفة المأمون ، وكان شديد القسوة على أبي موسى وأصحابه ، فدخل إبراهيم بن أبي محمّد اليزيدي وهو رضيع المأمون عليه فأنشد هذه الأبيات :
يا أيّها الملك الموحِّد ربّه |
|
قاضيك بشر بن الوليد (١) حمار |
ينفي شهادة من يبثّ بما به |
|
نطق الكتاب وجاءت الآثار |
فالنفي للتشبيه عن ربِّ العلا |
|
سبحانه وتقْدس الجبّار |
ويعدّ عدلاً من يدين بأنّه |
|
شيخ تحيط بجمسه الأقطار |
إنّ المشبِّه كافر في دينه |
|
والدائنون بدينه كفّار |
فاعزله واختر للرعية قاضياً |
|
فلعلّ من يرضي ومن يختار |
عند المريسى (٢) اليقين بربِّه |
|
لو لم يشب توحيده اجبار |
والدين بالارجاء مبنى أصله |
|
جهل وليس له به استبشار |
لكن من جمع المحاسن كلّها |
|
كهل يقال لشيخه المزدار (٣) |
قال الخطيب : « محمد بن عبدالله أبو جعفر المعروف بالاسكافي أحد المتكلّمين من
__________________
١ ـ هو أبو الوليد ، بشر بن الوليد بن خالد الكندي قاضي مدينة منصور كما عرفت. توفي سنة ٢٣٨. لاحظ تاريخ بغداد : ج ٧، ص ٨٠.
٢ ـ هو بشر بن غياث المريسي العدوي ، كان يسكن بغداد وأخذ الفقه عن أبي يوسف القاضي صاحب أبي حنيفة وكان الشافعي من أصدقائه مدّة اقامته ببغداد. توفي سنة ٢١٩، لاحظ تاريخ بغداد : ج ٧ ص ٥٦.
٣ ـ وقد ضبطه بعض المحققين بالزاء وبعده الدال. راجع فضل الاعتزال : ص ٢٧٧ ـ ٢٧٩.